ابن الاثير المدير العام
الادارة عدد الرسائل : 1556 العمر : 59 الموقع : aziz22.ahlamontada.com تاريخ التسجيل : 16/05/2008
| موضوع: ///////////// سلسلة أحـاديـث الـفِـتـَن ( 4 ) ///////// الثلاثاء يونيو 03, 2008 2:48 am | |
| سلسلة أحـاديـث الـفِـتـَن ( 4 )
--------------------------------------------------------------------------------
فـتـنـة الأحْـــلاس
الأحـلاس جـمـع حِـلـْـس وهـو كِـسـاء يـوضـع عـلـى ظـهـر الـبـعـيـر تـحـت الـقــَـتــَـب عـنـد الـركـوب ، ومـن صِـفـاة الـحِـلـس أنـه مـلازم لـظـهـر الـبـعـيـر ولـونـه أسـود فـي الـغالـب . ولـذلـك سـمّـى الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم هـذه الـفـتـنـة ( فـتـنـة الأحـلاس ) لملازمتهـا لـلـنـاس ولـسـوادهـا مـن شـدتـهـا .
وحـقـيـقـة هـي عـدة فـتـن جـمـعـهـا الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم فـي مـسـمّـى واحـد ( الأحـلاس ) :
ـــ فـتـنـة هَــــرَب و حَــــرَب .
ـــ فـتـنـة الـسّـــــرّاء .
ـــ فـتـنـة الـدّهـَـــيـْــمَـاء .
والـعـجـيـب فـي بـعـض هـذه الـفـتـن أنـهـا مـنـذ مـقـتـل الـخـلـيـفـة عـثـمـان بـن عـفـان رضي الله عـنـه وهـي تـتـكـرر فـي ديـار الـمـسـلـمـيـن عـلـى مـرور الأيـام والأجـيـال ولـم تـنـقـطـع ، لأمـر أراده الله سـبـحـانـه وتـعـالـى ، ومـا شـاء الله كـان ولا راد لـمـشـيـئـتـه سـبـحـانـه وتـعـالـى .
ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ
عـن عـمـيـر بـن هـانـئ الـعـبـسـي قــال :
كُـنـّـا قـعـودًا عـنـد الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم فـذكـر الـفـتـن ، فـأكـثـر فـي ذكـرهـا حـتـى ذكـر فـتـنـة الأحـلاس .
فـقـال قـائـل : يـا رسـول الله ومـا فـتـنـة الأحـلاس ؟
قـال صلى الله عليه وسلم :
(( هـي هـَــربٌ و حَــرَب ... ثـم فـتـنـة الـسّـرّاء دخــَـنــُهــا مـن تـحـت قــَـدَمَـيْ رجُـــل ٍ مـن أهـل بـيـتـي يـزعـم أنـه مِـنـّـي ولـيـس مِـنـّـي ، وإنـمـا أولـيـائـي الـمُـتـّـقــُـون ، ثـم يَـصـطـلـح الـنـاس عـلـى رجُــل ٍ كـَـوَرْكٍ عـلـى ضِـلـْـع ... ثـم فـتـنـة الـدّهـَـيـْـمـاء لا تــدع أحـدًا مـن هـذه الأمّـة إلا لـطــَـمَــتـْـه لـطــْـمَــة ، فـإذا قِـيـل : انـقـضـت تـمـادت . يُـصـبـح الـرجُـل فـيـهـا مـؤمـنـا ويُـمْـسِـي كـافـرًا ، حـتـى يـصـيـر الـنـاس إلـى فـسـطـاطـيـن : فـسـطـاط إيـمـان لا نـفـاق فـيـه ... وفـسـطـاط نـفـاق لا إيـمـان فـيـه ... فـإذا كـان ذاكـم فـانـتـظـروا الـدجـال مـن يـومـه أو مـن غــَـدِه ... )) رواه أبـو داود .
ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ
صـور عـجـيـبـة يُـصَـورهـا لـنـا الـذي لا يـنـطـق عـن الهـوى صلى الله عليه وسلم .
فـتـنـة الـهـرب والـحـرب .
وصـف الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم هـذه الـفـتـنـة بـأنـهـا قـائـمـة عـلـى الـهـرب والـحـرب .
ومـعـنـاه :
الـهـــرب : أن الـنـاس يـهـرب بـعـضـهـم مـن بـعـض لـمـا بـيـنـهـم مـن الـعـداوة والـمـحـاربـة والـخـوف والـفـزع ( أنـظـر لما يـدور مـن أحـداث حـولـنـا ) .
الـحــرب : نـهـب أمـوال الـنـاس وتـركـهـم لا شـيء لـهـم ، وهـو مـا نـراه فـي كـثـيـر مـن ديـار الـمـسـلـمـيـن فـي هـذا الـزمـان ( ولا داعـي لـتـحـديـد أمـاكـنـهـا فـهـي واضـحـة ) وقـد يـكـون الـنـهـب مـن قـبـل أنـاس يـنـتـمـون لـلإسـلام وقـد يـكـون مـن أعـداءهـم .
وهـذه الـفـتـنـة طـويـلـة لا تـكـاد تـنـتـهـي فـهـي مـلازمـة لـلـنـاس ، لـيـس لـهـا مـن دون الله كـاشـفـة .
ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ
فـتـنـة الـسّـرّاء :
هـذه الـفـتـنـة يـكـون سـبـبـهـا تــَـنــَـعّــم الـنـاس بـالـرخـاء والـيُـسـر والـصـحـة . وقـد ذكـر الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم بـدايـة هـذه الـفـتـنـة فـي عـهـد رجـل مـن أهـل بـيـت الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم ، إلا أنـه صلى الله عليه وسلم تـبـرأ مـنـه ومـن الـمـنـحـرفـيـن عـن جـادة الله والـسّـنـة الـنـبـويـة . وأوضـح أن أولـيـاءه هـم الـمـتـقـون . وقـد شـبّـه الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم ظـهـورهـا وإثـارتـهـا بـالـدخـان الـمـرتـفـع عـن حـطـب لا يـزال رطـبـًا فـدخـانـه يـكـون أكـثـف وأشـدّ . ثـم يـصـطـلـح الـنـاس الـمـخـتـلـفـون عـلـى رجـل غـيـر كـفـؤ لـلـمُـلـك نـتـيـجـة انـعـدام بـصـيـرتـهـم لـطـمـعـهـم واغـتـرارهـم بـمـا هـم فـيـه مـن الـرخـاء والـنـعـمـة والـصـحـة . ولـهـذا شـبّـه الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم هـذا الـرجـل الـذي اصـطـلـحـوا عـلـيـه بـالـورك الـذي يُـوضـع عـلـى ضـلـع . ومـعـنـى الـتـشـبـيـه : أن الـضـلـع لا يـقـوم بـالـورك والـورك لا يـسـتـقـيـم عـلـى الـضـلـع ولا يـتـركـّـب عـلـيـه لاخـتـلاف مـا بـيـنـهـمـا . ولـذا فـإن أمـر الـنـاس لـن يـثـبـت ولـن يـسـتـقـيـم بـاصـطـلاحـهـم عـلـى تـولـي هـذا الـرجـل زمـام الـحـكـم ، فـحـكـمـه سـيـكـون ضـعـيـف واهٍ لا نـظـام لـه ولا اسـتـقـامـة .
ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ
فـتـنـة الـدهـيـمـاء .
الـتـصـغـيـر هـنـا لـلـتـعـظـيـم ، والـدهـمـاء مـعـنـاه الـسّـوداء ، وقـد وصـفـهـا الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم ، بـأنـهـا تـلـطـم الـنـاس لـطـمًـا ، ولا يـسـلـم مـنـهـا أحـد مـن أمّـتِـه إلا ولـطـمـتـه .
ومـن الـعـجـيـب فـي وصـف هـذه الـفـتـنـة أنـهـا :
ـــ لا تـنـقـضـي حـتـى يـخـرج الـدجـال .
ـــ تـقـسـم الـنـاس إلـى قـسـمـيـن ، قـسـم مـؤمـن وقـسـم كـافـر ، فـيـتـمـايـز الـنـاس بـعـضـهـم عـن بـعـض هـذا كـافـر وهـذا مـؤمـن ويُـعـرفـون بـذلـك ويَـعـتـرفـون بـه .
ـــ تـَـرى الـنـاس مـتـقـلـبـيـن فـتـرى الـرجـل نهـارًا مـؤمـنـا فإذا أمـسـى رأيـتـه كـافـرا ، والـعـكـس أيـضـا تـرى الـرجـل مـسـاءًا مـؤمـنـا وإذا أصـبـح رأيـتـه كـافـرًا .
أمـر مـحـيّـر ، يـجـعـل الـمـرء الـحـلـيـم حـيـران ...........................
ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ الـلـهـم يـارب الـعـرش الـعـظـيـم يـا حَـيّ فـلا يـمـوت يـا قـيّـوم الـسـمـوات والأرض أحـيـنـي مُـسْـلـمًـا غـيـر مـفـتـون وأمِـتـنـي مُـسْـلِـمًـا غـيـر مـفـتـون وابـعـثـنـي مُـسـلـِمًـا غـيـر مـفـتـون واجـعـلـنـي ألـقـاك مُـسْـلِـمًـا غـيـر مـفـتـون ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ~ـ | |
|