ابن الاثير المدير العام
الادارة عدد الرسائل : 1556 العمر : 59 الموقع : aziz22.ahlamontada.com تاريخ التسجيل : 16/05/2008
| موضوع: ////////// بــِـدع ... أبـاطـيـل خـطـرة ( 4 ) ////// الإثنين يونيو 02, 2008 8:34 am | |
| بــِـدع ... أبـاطـيـل خـطـرة ( 4 )
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مـا رآه الـمـسـلـمـون حَـسَـنـًـا فـهـو عـنـد الله حَـسَـن
يـتـعـلـق أهـل الـبـدع بـأحـاديـث ضـعـيـفـة ، ومـنـهـا ، مـا رآه الـمـسـلـمـون حَـسنـا فـهـو عـنـد الله حـسـن ، وحـديـث اخـتـلاف أمّـتـي رحـمـة ، وحـديـث تـوسـلـوا بـجـاهـي فـإن جـاهـي عـنـد الله عـظـيـم ، وغـيـر ذلـك مـن الأحـاديـث الـمـلـفـقـة ، والـتـي تـصـدّى لـهـا عـلـمـاء الـسّـنـّـة بـالـبـحـث والـتـعـقـيـب وبـيـّـنـوا عِـلـلـهـا وخـطـورتـهـا ومـا تـنـطـوي عـلـيـه تـلـك الأحـاديـث الـمـنـكـرة مـن الـمـعـانـي الـخـطـيـرة والـدّس الـرخـيـص عـلـى الاسـلام ، ولـكـن الله قـيّـض لـهـذه الأمـة مـن طـهـّـر أحـاديـث الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم مـن الـدخـيـل ، وذلـك بـعـلـم الإســنــاد الـذي لا شـك أنـه مـن أعـظـم مـا مَــيّـز الله بـه هـذه الأمّـة .
قــال عـبـدالله بـن الـمـبـارك رحـمـه الله :
( الإســنــاد مِــنَ الــدّيــن ولــولا الإســنــاد لــقــال مــن شــاء مــا شــاء ) .
والأحـاديـث الـتـي تـعـلـّـق بـهـا أهـل الـبـدع كـثـيـرة ومـن أهـمـهـا الأثــر الـذي يـقـول :
( مـا رآه الـمـسـلـمـون حـسـنـا فـهـو عـنـد الله حـسـن ، ومـا رآه الـمـسـلـمـون سـيـئـا فـهـو عـنـد الله سـيـئـا ) .
هــذا الــحــديــث غـيـر صـحـيـح وغـيـر مـرفـوع الإسـنـاد ، بــل هــو مـ،ن كـلام عـبـدالله بـن مـسـعـود رضي الله عـنـه .
الــمــنــاقــشــة
لـنـفـتـرض أن هـذا الـحـديـث صـحـيـحًـا مـرفـوعـًـا ، فـإن ( أل ) فـي كـلـمـة الـمـسـلـمـون ، إن كـانـت لـلاسـتـغـراق ( أي كـل الـمـسـلـمـيـن ) فـإجـمـاع ، والإجـمـاع حُـجّـة لا ريـب فـيـهـا .
والإجـمـاع الأصـولـي الـمـعــتــبـَـر هـو إجـمـاع الـمـجـتـهـديـن مـن أهـل الـعـلـم فـي عـصـر مـن الـعـصـور ، والـمـقـلــّديـن لـيـسـوا مـن أهـل الـعـلـم ولا شـك فـي ذلـك .
وإن كـانـت لـلـجـنـس فـقـد يـسـتـحـسـن بـعـض الـمـسـلـمـيـن هـذا الأمـر ، ويـسـتـقـبـحـه آخـرون ، كـمـا هـو الـحـال فـي أكـثـر الـبـدع وذلـك لاخـتـلاف الـعـقـول والأهـواء والآراء ، وعـلـى هـذا سـقـط الاحـتـجـاج بـهـذا الأثــر .
واعـلـم أخـي الـمـؤمـن أرشـدنـي الله وإيـاك إلـى الـحـق ، أن ( ال ) فـي كـلـمـة الـمـسـلـمـون هـنـا فـي هـذا الأثــر هــو لـلـعـهـد عـلـى الـراجـح . الـمـراد بـه اجـمـاع الـصـحـابـة واتـفـاقـهـم عـلـى أمـر يـدلـنـا عـلـيـه سـيـاق الـحـديـث الـتـالـي كـمـا رواه أحـمـد وغـيـره :
عـن عـبـدالله بـن مـسـعـود رضي الله عـنـه قــال :
( إن الله نـظـر فـي قـلـوب الـعـبـاد فـوجـد قـلـب محمد صلى الله عـلـيـه وسـلـم خـيـر قـلـوب الـعـبـاد فـاصـطـفـاه لـنـفـسـه فـابـتـعـثـه بـرسـالـتـه ، ثـم نـظـر فـي قـلـوب الـعـبـاد بـعـد قـلـب محمد صلى الله عـلـيـه وسـلـم ، فـوجـد قـلـوب أصـحـابـه خـيـر قـلـوب الـعـبـاد ، فـجـعـلـهـم وزراء نـبـيـه ، يُـقـاتـلـون عـلـى ديـنـه ، فـمـا رأى الـمـسـلـمـون حـسـنـا فـهـو عـنـد الله حـسـن ، ومـا رأوا سـيـئـا فـهـو عـنـد الله سـيء ) .
أخـرجـه أحـمـد ، و الـطـيـالـسـي فـي مـسـنـده ، و الـخـطـيـب فـي الـفـقـيـه والـمُـتــَـفــَـقـّـه . وروى الـحـاكـم الـجـمـلـة الأخـيـرة وزاد ( وقـد رأى الـصـحـابـة جـمـيـعـًا أن يـسـتـخـلـفـوا أبـا بـكـر رضي الله عـنـه ) .
وفـي هـذه الـجـمـلـة الأخـيـرة بـيـان لـلـمـراد فـقـد اسـتـدل عـبـدالله بـن مـسـعـود رضي الله عـنـه عـلـى اسـتـخـلاف أبـي بـكـر بـإجـمـاع الـصـحـابـة رضـوان الله عـلـيـهـم . ويـزيـد الأمـر وضـوحًـا أن ابـن مـسـعـود رضي الله عـنـه مـن أشـد الـصـحـابـة إنـكـارًا لـلـبـدع وهـجـرًا لأصـحـابـهـا .
إذا هـذا الأثـر مـن كـلام ابـن مـسـعـود ومـنـاسـبـتـه مـوضـوع خـلافـة أبـو بـكـر رضي الله عـنـه ، واتـفـاق الـمـسـلـمـيـن عـلـى ذلـك ، ولـيـس حـديـثـا مـن أحـاديـث الـنـبـي صلى الله عـلـيـه وسـلـم .
************************ الـحـمـدلله الـذي تـتـم بـحـمـده الأعـمـال الـصـالـحـات ************************ | |
|