أمــــ الجبار ـــــة ادارية
عدد الرسائل : 121 العمر : 50 تاريخ التسجيل : 20/05/2008
| موضوع: خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه السبت مايو 24, 2008 12:54 pm | |
| [font=Arial Black]باسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ان توفي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وترك الامرشورى بين المسلمين ليعلم الناس في كل مكان وزمان ان الحكم اساسه الشورى وانه ما تشاور قوم الا اهتدوا الى ارشد الامور وان الخير كله في ان يكون امر المسلمين شورى بينهم لايستبد به احد من الخلق وقد قال عزوجل "وشاورهم في الامر " امر الله عز وجل النبي صلى الله عليه واله وسلم ان يشاور اصحابه في كل امر من امورهم الدنيويه ليربي في نفوسهم روح المشاوره ومناقشة الامور ليكون في هذا بيان للناس في كل عصر ان راي الجماعه ابعد عن الخطا واصوب في الراي واعدل في الحكم واعقل في الامور والبصر في العواقب من راي الفرد وان الخير كله في المشاوره ولكن كان هناك امور فيها تلميح وتلويح من النبي بان ابا بكر الصديق اهل للخلافه واولى الناس بان يتولى امور المسلمين بعده وذالك انه استخلفه في مرضه ليصلي بالناس وروى البخاري عن عائشه قالت "لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاه فقال مروا ابابكر ان يصلي بالناس فقلت : يارسول الله ان ابابكر رجل اسيف (رقيق القلب ) وانه متى يقوم مقامك لايسمع الناس فلو امرت عمر فقال مروا ابابكر يصلي بالناس فقلت لحفصه : قولي له : ان ابابكر رجل اسيف وانه متى يقم مقامك لايسمع الناس فلو امرت عمر قال : انكن لانتن صويحبات يوسف مروا ابابكر للصلاه وجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في نفسه خفة فقام يهادي بين رجلين ورجلاه يخطان في الارض حتى دخل المسجد فلما سمع ابو بكر حسه ذهب ابو بكر يتاخر فاوما اليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فجاء رسول اليه حتى جلس يصلي قاعدا يقتدي ابوبكر رضي الله عنه والناس مقتدون بصلاة ابي بكر رضي الله عنه
ولقد سر النبي صلى الله عليه واله وسام في مرض وفاته باجتماع اصحابه على ابي بكر في الصلاه يقول انس بن مالك رضي الله عنه ان المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وابو بكر يصلي لهم لم يفاجئهم الارسول الله قد كشف ستر حجرة عائشه فنظر اليهم وهم في صفوف الصلاه ثم تبسم يضحك فنكص ابو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد ان يخرج الى الصلاه فقال انس وهم المسلمون ات يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله فاشار اليهم رسول الله بيده اتموا صلاتكم ثم دخل الحجره وارخى الستر (رواه البخاري)وفي هذه الاحاديث ترشيح النبي عايه الصلاة والسلام لابي بكر للخلافه لانه اختار هليصلي بالمسلمين في حياته
وبعد وفات الرسول وبينما ابو بكر وعمر وغيره مشغولين بتجهيز النبي كان الانصار يفكرون فيمن يلي امور المسلمين وخاصة وان المدينه هي التي كانت مقر حكم الاسلام في ذالك الوقت لقد كان يجول بخاطرهم ان الحكم الاسلامي لابد وان يكون في ايديهم لانهم هم الذين آووا المهاجرين ونصروا النبي ودافعوا عن الاسلام لذالك كان تفكيرهم في خلافة المسلمين سريعا بعد ان علموا بوفاة النبي اجتمعوا في سقيفة بني ساعده وتشاورو في ان يكون الامر فيهم وقام سعد بن عباده يذكرهم بفضائلهم في الاسلام فقال لهم ان رسول الله لبث في قومه بضع عشرة سنه يدعوا قومه الى عبادة الرحمن وخلع الانداد والاوثان فما استجاب له الا القليل من الناس وعدد ماثر الانصار فقال لهم ان الله عز وجل خصم بالنعمه فرزقهم الايمان بالله وبرسوله والمنع لاصحابه والاعزاز لدينه والجهاد لاعدائه
وبينما الانصار في سقيفة بني ساعده اذ بعمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد ان ايقن ان الرسول مات يفكر فيمن يلي امر المسلمين فاتى الى ابي عبيده عامر بن الجراح وقال له ابسط يدك ابايعك فقال ابو عبيده لعمر مارايت لك فهة وفيكم الصديق وثاني اثنين في الغار
وبينما هم في ذالك النقاش جاءهم خبر اجتماع الانصار في سقيفة بني ساعده فارسل عمر الى ابي بكر فلما جاء اخبره عمر بما يدور في ذالك الوقت في سقيفة بني ساعده فانطلق عمر وابو بكر وابو عبيده الجراح الى سقيفة بني ساعده واراد عمر ان يتكلم اولا فقال له ابو بكر رويدا حتى اتكلم لانه خشي من شدة عمر في القول ولانه كان حريصا على وحدة الصفوف وجمع شمل المسلمين في هذا الظرف العصيبه وتكلم ابو بكر الصديق فانصت اليه الجميع فحمد الله واثنى عليه وقال :
ايها الناس نحن المهاجرين اول الناس اسلاما واكرمهم حسبا واوسطهم دارا واحسنهم وجوها واكثر الناس ولادة في العرب وامسهم رحما برسول الله صلى الله عليه وسلم اسلمنا قبلكم وفدمنا في القران عليكم فقال تبارك وتعالى "والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان " فنحن المهاجرون وانتم الانصار اخواننا في الدين وشركاؤنا في الفيء وانصارنا على العدو آويتم وواسيتم فجزاكم الله خيرا فنحن الامراء وانتم الوزراء لاتدين العرب الا لهذا الحي من قريش فلا تنفسوا على اخوانكم المهاجرين ما منحهم الله من فضله ثم شاء ابو بكر الصديق لن يستل بحكمة وعقل جذور الفتنه من نفوس الانصار فقال لهم " ان هذا الامر وان تطاولت له الخزرج لم تقتصر عنه الاوس وان تطاولت له الاوس لم تقصر عنه الخزرج وبهذا اثبت انه حكيم وقادر على حمل الامانه
ومد ابو بكر يده فاخذ بيد عمر وابو عبيده وقال هذا عمر وهذا ابو عبيده فايهما شئتم فبايعوه وكانت لفتة كريمه من رجل كريم له ايادي بيضاء في الاسلام صادق في كلامه مخلص في تصرفه كل همه ان يعتصم الناس المسلمون بحبل الله ولا يتفرقوا وهنا نادى عمو رضي الله عنه ابسط يدك يا ابا بكر ابايعك وبسط ابو بكر يده فبايعه عمر وهو يقول الم يامر النبي صلى الله عليه وسلم لما مرض لن تصلي انت بالمسلمين فنحن نبايعك لنبايع خير من احب رسول الله منا جميعا ثم قال عمر رضي الله عنه للانصار : فايكم تطيب نفسه ان يتقدم ابا بكر فقالوا :نعوذ بالله من ان نتقدم ابا بكر وبايع ابو عبيده ابا بكر وهو يقول له انك افضل المهاجرين وثاني اثنين في الغار وخليفة رسول الله
ويقر التاريخ ان ابا بكر ما كان يريد الخلافه لغرض دنيوي وانه لما تولاها لم يرا لنفسه في شيء او منزله فوق منزلة الناس بل وضع نصب عينيه انه اصبح خادما للرعيه امينا على مصالح المسلمين
ولقدكانت اول خطبه خطبها ابو بكر بعد ان تمت له البيعه قال :ايها الناس اني وليت عليكم ولست بخيركم فان احسنت فاعينوني وان اسات فقوموني الصدق امانه والكذب خيانه والضعيف فيكم قوي عندي حتى ارجع عليه حقه ان شاء الله والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه ان شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله الا ضربهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم الا عمهم الله بالبلاء اطيعوني ما اطعت الله ورسوله فان عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم
وكان ابو بكر في خلافته وؤف بالمسلمين وفيا لحقوق الله ورسوله والناس وكانت مدة حكمه بركة وخيرا على الاسلام والمسلمين وكان من اشد الفتن التي واجهها ابو بكر رضي الله عنه فتنة المرتدين وفريق اخر منع الزكاه وقد تصدى رضي الله عنه لهذه الفتن رضي الله عنه وارضاه واسكنه فسيح جناته. [/font] | |
|