بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الرسالة النفيسة (التعلق بالقبور أمر في دين الله محظور) أعدها الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام وأصلها خطبة من خطب الجمعة التي ألقيت في المسجد الحرام ولأهمية الموضوع وخطره رأى بعض أهل الفضل طباعته لعله أن يضيء الطريق لمن ابتلوا بالتعلق بالقبور ويكون تذكرة وتثبيتا لمن هم على الحق وننوي إن شاء الله ترجمتها إلى لغات عدة ليتم النفع بها وتكون إسهاما - بإذن الله - في رفع راية التوحيد ويعبد الله وحده لا يشرك به شيئا والله من وراء القصد .
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد: الحمد لله خلق الخلق بقدرته ويسرهم لما خلقوا له بإرادته وهداهم النجدين بمقتضى حكمته ورحمته , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا بوحدانيته واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله نبي الرحمة ومرشد الأمة والكاشف بإذن ربه الغمة ليس لأحد طريق غير طريقته من سلك سبيلها رزقه الله النور في بصيرته ومن حاد عنها فذاك غارق في ظلمته ومرتبك في حيرته , صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه وعترته والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسار هديه وسنته .
أما بعد :فهذا العصر موصوف بأنه عصر علوم وتقنية وعصر ازدهار علمي ومعرفي تقدمت فيه العلوم والمعارف تقدما مذهلا وأصبحت الدول صغيرها وكبيرها تتبارى وتتنافس في الإختراع والإبتكار والإكتشاف والتطوير .
ولكن من العجب أن العصر بعقلانيته وماديته وعلومه ومعارفه ومخترعاته ومكتشفاته وما يريهم الله في الآفاق وفي أنفسهم من الآيات والدلائل لم ينفكوا من الخرافة والدجل فلقد انتشر الإلحاد والضلال انتشارا واسعا فالشرك في صور شتى يضرب بأطنابه في كثير من أنحاء المعمورة .. وثنيات في الشرق والغرب بل لقد عبد الشيطان علانية في هذا العصر وراجت الكهانة والسحر والشعوذة في بدع وضلالات وجهالات وفئام من الإسلام قد أصابها من ذلك كفل غير يسير تعلقوا بالقبور والمقبورين ولجأوا إلى السحرة والمشعوذين .
ومن المعلوم من الدين بالضرورة , أن توحيد الله وإفراده بالعبادة أولى أوليات الدين وأعظم ما يتوجه إليه اهتمام المصلحين .
* وهذا بسط لصورة من صور هذا الإنحراف المشين , انحراف شديد انتاب بعض العقول حين ابتعدت عن صحيح النقل وصريح العقل فكان اعتمادها على الرؤى والأحلام والمنامات وهل دين الله الحق يبنى على الأحلام والمنامات ؟! ناهيك إذا كانت منامات تخالف الشرع وتضاد لتوحيد وتنقص من مقام سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .
صور من الضلالات : يقول قائل منهم : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي " إذا كانت لك حاجة وأردت قضاءها فانذر لفلانة ولو فلسا فإن حاجتك تقضى ". ما هذا التعلق بالقبور والفتنة بالمقبورين ؟! حتى لقد تعددت الأضرحة لشخص واحد في بلدان متعددة , ولكن المضللين لم يعدموا حيلة ليسوغوا هذا التناقض والإفتراء فقالوا : "إن الأرض لأجسام الأولياء كالماء للسمك فيظهر في أماكن متتعدة .. ويزار كل مكان يقال أن فيه نبيا أو وليا صالحا ".
فانتشرت الأضرحة وتكاثرت القبور , وفيها ما لا يصح نسبته لشخص ولا لمكان , في المدينة الواحدة من بعض بلدان المسلمين أكثر من ثلاثمائة ضريح وفي الدولة الواحدة أكثر من ستة آلاف , وفي مشهد واحد ترى ما يسمى مشهد السبعة والسبعين وليا .
كيف تتدرج الفتنة في القبور؟ أيها المسلمون .. لو تأملتم كيف تتدرج الفتنة بأصحابها :
* إن أول ذلك يبدا بتعظيم الرجل في صلاحه وتقواه واعتقاد عظم منزلته عند الله وقربه منه .
* ثم تبدأ زيارة قبره ليس لتذكر الآخرة والاعتبار ولكن لاعتقاد بركته وبركة مكانه .
* وحينئذ يبدا دعاء الله عنده في قلوب العوام وأشباه العوام وترجى إجابة الدعاء عنده .
* ثم يتدرج الأمر في اعتقاد أن البركة تفيض على كل شيء حول هذا المكان فيعمدون إلى التمسح والتقبيل .
* ثم ينتقل من دعاء الله به والإقسام على الله به واتخاذه وسيلة وواسطة للإستشفاع به عند الله لأنه طاهر مكرم مقرب , له عند الله جاه !
* ثم ينتقل إلى درجة أعلى فما دام هذا مكرما ذا جاه فليس بممتنع أن يعطيه الله من القدرة على التصرف في بعض الأمور وأحوال الكون , ومن ثم يدعوه ويرجوه ويخافه ويخشاه ويستغيث به ويطلب منه المدد .
* ثم يصبح هو صاحب السر الذي توجل منه النفوس , وترجف منه القلوب وتتحير عنده العقول ! ومن ثم يتخذ مقصدا يعتكف عنده , ويطاف حوله , وتوقد عليه القناديل , وتعلق عليه الستور ، ويبنى عليه المسجد , ويقبل ويستلم , ويذبح عنده , ويتخذ له عيد ومتعبد .
صور محزنة من صور الانحراف : وتأملوا رحمكم الله ما ذكره بعضهم في وصف زيارة لقبر الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني رحمه الله يقول :" إن أول ما يجب على الزائر أن يتوضأ وضوءا سابغا ، ثم يصلي ركعتين بخشوع , ثم يتوجه إلى تلك الكعبة المشرفة ( يعني قبر الشيخ عبد القادر ولا حول ولا قوة إلا بالله ) وبعد السلام على صاحب الضريح المعظم يقول : يا صاحب الثقلين أغثني , وأمدني بقضاء حوائجي وتفريج كربتي ,أغثني يا محي الدين عبد القادر , أغثني يا ولي الدين عبد القادر ,أغثني يا سلطان عبد القادر , يا حضرة الغوث الصمداني , ياسيدي عبد القادر الجيلاني ,عبدك ومريدك مظلوم عاجز محتاج إليك في جميع الأمور في الدين والدنيا والآخرة !".
ما هذا أيها الأخوة , ما هذا يا عباد الله , أهذا ما آل إليه حال الإسلام بين أقوام , أي عين يجمل بها أن تستبقي في محاجرها قطرة واحدة من دمع , فلا تريقها أمام هذا المنظر المحزن ؟! منظر أقوام منتسبين إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الملة الحنيفية , منظر أقوام حول القبور وما يسمى أضرحة , ركع سجد , خاشعون باكون , متضرعون على أعتاب قبر , وحول أستار ضريح !!
إنهم يقفون بين يدي الشيخ الجيلاني وغيره كما يقفون بين يدي الله ويصفونهم بأوصاف هي من خصائص الله سبحانه ,يقولون لصاحب القبر :" أنت المتصرف في الكائنات". محي الدين , ماحي الذنوب , ودافع الذنوب .
ومن أحاديثهم " إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور",ومن أقوالهم " ما خاب من زار الأعتاب ".
أيها العلماء ..أيها الدعاة..يا ولاة أمور المسلمين ..ارفقوا بالعامة ,واشفقوا عليهم , وأنقذوهم ..إن ربكم سبحانه يغار لنفسه , يغار على حرماته , يغار على حقه وتوحيده .
أخطاء يجب إزالتها : إن من الخطأ البين أن تسمى هذه القبور مقامات أو يطلق عليها مشاهد , إن مقام الصالحين محفوظ عند ربهم , أما هذه فقبور وأجداث كسائر القبور يحرم تشييدها ورفعها والبناء عليها وزخرفتها وإقامة المقاصير حولها,ويحرم الصلاة فيها وإليها وعندها, وبناء المساجد عليها والطواف بها , ويحرم وضع الأستار والعمائم عليها , ويحرم إيقاد الشموع والقناديل حولها ,وقد لعن نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم المتخذين على المقابر المساجد والسرج .
* ففي الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "وقال " لا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " وقال " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد , اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
أيها العلماء , إن أعظم وسائل هذه الفتنة وما تغتر به القلوب الضعيفة فتنة البناء على القبور وتشيييدها . يوضح ذلك ويجليه الإمام الشوكاني رحمه الله فيقول :
" لا شك ولا ريب أن السبب الأعظم الذي نشأ عنه هذا الإعتقاد في الأموات, هو ما زينه الشيطان للناس من رفع القبور ووضع الستور عليها , وتجصيصها وتزيينها بأبلغ زينة ,وتحسينها بأكمل تحسين,فإن الجاهل إذا وقعت عيناه على قبر من القبور قد بنيت عليه قبة فدخلها ونظر إلى القبور والستور الرائعة والسرج المتلألئة وقد سطعت حولها مجامر الطيب و فلا شك ولا ريب أن يمتليء قلبه تعظيما لذلك القبر , ويضيق ذهنه عن تصور ما لهذا الميت من المنزلة, ويدخله من الروعة والمهابة , ما يزرع في قلبه من العقائد الشيطانية التي هي من أعظم مكائد الشيطان للمسلمين ,وأشد وسائله إلى ضلال العباد ما يزلزله عن الإسلام قليلا قليلا , حتى يطلب من صاحب القبر ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى ".
المخرج من هذه الفتنة : عباد الله ..ليس هناك مخرج لإنقاذ هؤلاء العوام وأشباه العوام من ضعاف العقول والطغام إلا بما يأتي :
1- العناية بحمل النفوس على أن تفرد تعلقها بالله وحده " إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله".
2- الإعتقاد التام الجازم الخالص بأنه سبحانه المنفرد بالنفع والضر والتدبير ، ومن ثم فهو سبحانه المستحق للربوبية والألوهية على خلقه أجمعين .{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ}.
3- إيضاح ثمرات التوحيد وبيان آثاره في النفس والحياة وبسط ذلك من خلال توضيح نهج الأنبياء والصالحين الذين حققوا التوحيد ودعوا إليه فكان هو همهم الأول وشأنهم الأعظم { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }.
4- الإعتماد على نصوص الشرع من كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ,والحرص على الإنفكاك مما عليه الآباء والأجداد والتقاليد والأعراف المخالفة للدين الحق ، ولو قال بها بعض ممن ينتسب إلى العلم , فقد قال عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما :" يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله و وتقولون : قال أبو بكر وعمر ".وقال أبو الزناد :" إن السنن لا تخاصم ولا ينبغي لها أن تتبع بالرأي ولو فعل الناس ذلك لم يمض يوم إلا انتقلوا من دين إلى دين ولكن ينبغي للسنن أن تلتزم ويتمسك بها على ما وافق الرأي وخالفه ".
5- الطريق إلى الله يكون بإتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا وعزما وعقدا ونية{ وإن تطيعوه تهتدوا }.
6- لا بد من البيان للناس أن البدع والمستحدثات تنشط النفوس في اتباعها , والتزام السنن ثقيل وشاق , ولا بد لأهل العلم والدعوة أن يعرفوا ذلك ويعوه , ويأخذوا الناس باسنن ويحببوها إليهم ..
يقول الإمام أبو الوفاء ابن عقيل منبها إلى ذلك " لما صعبت التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع , إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم ، مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى الشرع عنه وتقبيلها , ومن إيقاد النيران , وخطاب الموتى بالألواح,وكتب الرقاع فيها ، يا مولاي افعل في كذا وكذا ...الخ".
7- العناية - وفقكم الله ورحمكم - بنشر العلم النافع وتطهير القلوب وتزكية النفوس ليحصل الإنتفاع بواعظ القرآن الكريم وأحكامه .
8- التحذير من العاقائد الفاسدة,والإدعاءات الباطلة والعدات البالية التي شوهت معالم الدين وزيفت حقائق الملة ومعتقدات أهل الحق ,في منهج صاف ينفي عبث العابثين وتحريف المبتدعين واباطيل الملحدين .
* ايها المسلمون ..لقد جاء الإسلام بعقيدة التوحيد صافية نقية ليرفع نفوس المسلمين ويغرس في قلوبهم العزة والشرف والأنفة والحمية وليعتق رقابهم من رق العبودية لغير الله و فلا يذل صغيرهم لكبيرهم و ولا يهاب ضعيفهم قويهم , ولا يكون لذي سلطان فيهم إلا سلطان إلا بالحق والعدل وأدب الشرع .
رسالة محمد صلى الله عليه وسلم : * ايها المسلمون .لقد بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق , ففرق به بين الحق والباطل والهدى والضلال والغي والرشاد وطريق الجنة وطريق النار, وأولياءه وأعدائه والمعروف والمنكر والطيب والخبيث ولحلال والحرام ..فالحلال ما أحله الله ورسوله و والحرام ما حرمه الله ورسوله ,ليس لأحد من الثقلين سبيل إلى رضا الله وزكرامته ورحمته إلا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واتباعه .
فعلى جميع الخلق أن يتبعوه ويسلموا لحكمه , في جميع أمور الدين الظاهرة والباطنة وشرائع الإسلام وحقائق الإيمان, وليس لأحد أن يعدل عما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما يخالفه .
سلامة السلف من الإفتتان بالقبور : ومن رحمة الله بإمة الإسلام أن سلفها الصالح سلم من هذا الداء ,داء الإفتتان بالقبور , فسعدت بهم الدنيا,ورشدت بهم الحياة وبلغوا أمانات الوحي بصدق , ولو أنهم غرتهم هذه الأوهام وانحرفوا في هذه الإنحرافات ما فتحوا مصرا ، ولا أعقبوا أثرا .
مع الإمام الشاطبي : وها هو الإمام الشاطبي - رحمه الله - يوضح ذلك فيقول :" إن الصحابة رضوان الله عليهم بعد موته صلى الله عليع وسلم لم يقع من أحد منهم شيء من ذلك ، إذ لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم بعده في الأمة خيرا من أبي بكر رضي الله عنه ولم يفعل به شيء من ذلك و ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا سائر الصحابة رضوان الله عليهم لم يثبت من طريق صحيح أن أحدا تبرك بواحد منهم على نحو ما وقع منهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته بل كانوا قدوة فيما اتبعوا فيه نبيهم من أحكام الدين, فهذا إجماع منهم على ترك هذه الأشياء , إما لقيام الدليل عندهم على اختصاص التبرك به عليه الصلاة والسلام , لمزيد بركته , وكمال نفحاته وطهارة روحه ..بخلاف غيره فلا يبلغ شأنه . وإما سدا للذريعة خوفا من أن يجعل ذلك سنة , أو لأن العامة لا تقف عند حد بل تبالغ بجهلها في التماس البركة , حتى تخرج بالمتبرك به عن هذا الحد و فتعتقد فيه ما لا يليق به .قال رحمه الله :" وهذا التبرك هو أصل العبادة ولأجله قطع عمر رضي الله عنه الشجرة التي بويع تحتها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالسلف تركوا العمل بذلك كله لما يلزم عليه من الفساد ".
أيها المسلمون : الا فاتقوا الله رحمكم الله واجتهدوا في سد الذرائع وقطع الوسائل المحصلة إلى هذه الإنحرافات الشديدة التي قد تصل باصحابها إلى الشرك بالله في توحيد الألوهية فيدعى غير الله, ويرجى سواه وتتعلق القلوب بغير الله و وقد تصل بهم إلى الشرك في توحيد الربوبية فيعتقدوا أن التدبير وتصريف أمور الكون يملكه غير الله , عياذا بالله من الخذلان , والارتكاس في حبائل الشيطان !
وفق الله الجميع لما يحبه و ويرضاه وهدى الحق والطريق المستقيم إنه سميع مجيب وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
كتبه الشيخ / صالح بن عبد الله بن حميد ، إمام وخطيب المسجد الحرام وأصلها خطبة من خطب الجمعة التي ألقيت في المسجد الحرام
.
[center]