ملكات عفيفات .. هل لنا مكان في ركبهن؟
هن نساء اجتمعت لهن صفاتُ "الكمال الدنيوية" كسلطة في المال... وشهرة في جمال.. ولكن بفضل من الله استطعن كبت أنفسهنّ عن الشهوات... وقاومنّ حُبّ الذات!
في عِفة فطرية، بفطرة عفوية!! زهدن في الدنيا وشهواتها.. وفضّلن الآخرة بملذاتها.
فاطمة ابنه رسول البشرية جمعاء، ومن دانت له القبائل والعشائر!! بشّرها بأنها سيدة نساء العالمين في الجنة، كانت تتثنى حياءً إذا خرجت، وبمنزلها قرًِت، سألها زوجها على ابن أبي طالب - رضي الله عنه -: ما هو خير للنساء؟
قالت: أن لا يرين الرجال ولا يرونهن!!
ثم إنها جعلت هذا الأمر نبراساً لها في حياتها، ومثالاً بعد مماتها، وبلغ من عفتها أن استدعت بأسماء بنت عُميس، وأفضت لها بما يجول في خاطرِها، ويشغل باِلها!
وقالت: أنى استقبحت ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة ثوب يصفها!!!
فدلتها أسماء على فعل الحبشة، حيث دعت بجرائد رطبه فحنتها، ثم طرحت عليها ثوباً!! فاطمئنّ بالها، وسكن خاطرها، وقالت: ما أحسن هذا وأجمله، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلى، ولا يدخل علىّ أحداً!!
فكانت بحق تستحق أن تكون سيدة للنساء لأنها سادت نفسها عن فضول الدنيا ولم تأبه بها، بل كان أقصى ما يشغل بالها ليس الخروج منها فقط، بل أن تخرج بستر وحشمة بعيداً عن أعين الفضلاء....
من الخَفِراتِ البيضِ لم تَدْرِِ ما الخنا *** ولم تُلْفَ يوماً بعد هجعتِها تَسْري
ولا سمعُوا من سائرِ الناس مثلَها *** ولا برزَتْ في يوم أَضحى ولا فطرِ
أما ميسون بنت بحدل ذات الجمال الباهر والحسن الظاهر..، عندما دخل عليها زوجها معاوية بن أبي سفيان زعيم الدولة الأموية ومعه خادم خصي؟ فجزعت، وقالت: من هذا؟
فقال: انه خصيّ!!
فقالت: والله ما كانت الُمثـلة لِتحلُ له ما حرّم الله عليه!!
وأبت أن يدخل عليها!!
وليس موقفها هذا وليد الساعة، بل هو مبدأ اتخذته، وديدن اتبعته! فها هي مع كثرة الخدم والجواري، والنعيم والترف الذي ترفل فيه، وخاصة أنهم في الشام قد جاوروا الروم الحضارة العظمى!! تعتزُببداوتها، وتفتخر بحجابهاَ، وتقول:
لبيت تخفِق الأرواحُ فـيه *** أحبُّ إليّ من قصرٍمشـيدِ
ولبُس عباءةٍ وتقرُّ عيــنيِ*** أحبُّ إليّ من لبِس الشُفوفِ
وآكل كسيرة من كِسر بيتيِ *** أحبُّ إليّ من أكلِ الرغيــفِ
أما ابنة مروان الحمار وهو آخر الخلفاء الأمويين فقد فرت مع أبيها عند سقوط دولتهم من دمشق ومعه بعض أهله ورجاله، حتى وصلوا إلى صعيد مصر حيث قتل هناك! وكانوا طوال تلك الرحلة يتخفون عن الأنظار، ويسيرون حفاة الأقدام، فكان أحد المرافقين مع والدها يحكى متعجباً منها فقال: والله! طوال الرحلة مع ما عانيناه من جوع.. وتعب وخوف وكانت الدماء تسيل من إقدامها.. فو الله ما سمعت لها صوتاً أو أنها شكتّ أو أنّت! أو بكتّ!! (تاريخ دمشق)
أما زبيدة سليلهُ الخلفاء، وحفيدة العظماء، فقد عفت سمعها عن الخنا، والمعازف، فكان ُيسمع من قصرها دوىّ كدوي النحل من تلاوة القران، حيث أحصى ما فيه فبلغ ألف جاريه كلهن حافظات للقران!!
زوجة الخليفة العباسي عند غزو التتار لبغداد، واستيلائهم عليها!! والمآسي التي حصلت فيها، بداية بقتل خليفتها وأبناؤه، وحاشيته، ظلما وعدوانا!!
حيث كانت فجيعتها مضاعفة!! ففقدت زوجها وأبناؤها وبلدها؟!! ولم يتبق إلا هي وجواريها!!
فلم تلهها هذه الفاجعة أن تحتفظ بما تبقى لها من شرف عفتها.. وقد طاش عقلها، واستطار صوابها!! عندما دخل عليها هولاكو قصرها، وطلبها ليواقعها!! فشرعت تقدم له التحف والجواهر، وأصناف النفائس، تشغله عما يرومه، فلما علمت تصميمه على ما عزم، اتفقت مع جاريه لها على مكيدة، فأعطتها سيف الخليفة، وقالت: سأريه أنى سأجربه بك؟!
وأنا إذ ذاك أقول لك، افعلي هذا أنت بي!! فإذا ضربتينى فليكن الضرب بكل قواك على نفس المقتل!! وعندما حضر هولاكو، بدأت بحيلتها، فضربتها الجارية ضربه قدتها نصفين، وماتت - رحمها الله - وما ألمت بعار، ولا جعلت فراش ابن عم رسول الله فراشًا للكفار. (طبقات الشافعية ج
.
امرأة عربية كانت عند بعض القرشيين، ودخل عليها خصي لزوجها، وهى واضعة خمارها فحلقت رأسها وقالت: ما كان ليصحبنى شعرٌ نظر إليه غير ذي محرم!!