ابن الاثير المدير العام
الادارة عدد الرسائل : 1556 العمر : 59 الموقع : aziz22.ahlamontada.com تاريخ التسجيل : 16/05/2008
| موضوع: //////// فتيات خلف أسوار الإنترنت (1 - 2 ) //////// الأربعاء يونيو 25, 2008 5:01 am | |
| فتيات خلف أسوار الإنترنت (1 - 2 )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الشكوى من تأثير الإنترنت على الأخلاق في البلاد الشرقية عموماً والبلاد العربية والإسلامية خصوصاً باتت اليوم موضوع الساعة لدى مجتمعاتنا النامية؛ فقد أثبت الإنترنت نجاحا في استقطاب جمهور واسع وعريض، بل أضحى الجميع متعايشا مع الأمر الواقع الذي فرضه الإنترنت.
وفي هذا السياق أكد استطلاع قامت به إحدى المطبوعات العربية أن 60% من روّاد المقاهي في الوطن العربي يقضون الوقت في المحادثة، و20% منهم في تصفّح المواقع الثقافية، و12% في المواقع الطبية، و الإلكترونية، أما المترددون على المواقع السياسية فهم 8%، كما أشارت دراسة أخرى إلى أن 80% من رواد المقاهي في الوطن العربي تقل أعمارهم عن 30 عاماً.
ويشهد استخدام الإنترنت في العالم نمواً سريعاً، إذ زاد عدد المستخدمين من (16) مليون مستخدم في كانون الأول 1995م إلى (785) مليوناً في حزيران 2004 فزادت نسبة المستخدمين إلى سكان العالم من 0.4 % إلى 12.2%.
وعند الحديث عن موضوع (أسيرات الإنترنت) فإن الموضوع بالتأكيد لن يخلو من التطرق لتأثيرات هذه الوسيلة الجديدة على حياتنا، بمساوئها وإيجابياتها، وسنحاول أن نكون منصفين قدر الإمكان من خلال عرض النماذج الواقعية التي ستطرح من خلال هذا التحقيق..
أوهام عاطفية.. وإدمان
نجد أنفسنا مرغمين على الحديث عند بداية التطرق إلى أسيرات الإنترنت، إلى الجانب المظلم في استخدام هذه الوسيلة، وهذا ناتج عن أن السواد الأعظم من الفتيات المستخدمات للإنترنت غالباً ما يقعن أسيراتٍ للعبث العاطفي الذي يُمارَس من خلاله، تقول (هلا) البالغة من العمر (22) عاماً: "جربت (الشات) لمدة طويلة جداً فكنت أستخدمه في اليوم أكثر من عشر ساعات، حتى كنت سأقع في علاقة مع شاب لولا لطف الله؛ إذ تصادف أن تعارفنا على موقع للدردشة وكنا نتحدث لساعات عن مواضيع مختلفة تطورت وتعدّت الحدود فيما بعد، وبعد ذلك بدأ يطلب مني أن نلتقي في أي مكان لأنه على حد تعبيره لم يعد يستغني عني، وبدأ يقنعني بأنه يحبني ومتعلق بي، وأنه ينوي خطبتي؛ لأنه وجد الفتاة التي كان يحلم بها" ثم تضيف (هلا):
(هلا): كنت سأقع في علاقة مع شاب لولا لطف الله.
"خرجت معه لأكثر من مرة، وكنت أصر دائمًا على لقائه في أماكن عامة رغم إصراره بأن نلتقي في شقة مغلقة، أو أماكن نرتاح فيها أكثر -على حد تعبيره- واكتشفت فيما بعد -وعن طريق الصدفة- أنه على علاقة بكثيرات، وأنه كان قد هدّد إحدى الفتيات التي تورطت معه بعلاقة غير شرعية". تختم (هلا) تجربتها قائلة: "لقد تعلمت من تجربتي السابقة، ولم أعد استخدم الإنترنت كما كنت في السابق".
الحجرة المغلقة هي السبب
ولهذا ترى د. زينب السعدني أستاذ علم الاجتماع أن المشكلة في جانب منها تكمن في إدمان الإنترنت.. والإدمان له توصيفات علمية وقياسات دقيقة... والشخص المدمن يعطل مصالحه وواجباته، ويجلس بالساعات أمام الإنترنت.
وفي جانب آخر فإننا مجتمعات لم تعتد الحرية المطلقة... فالشاب أو الفتاة يجد نفسه في حجرة مغلقة.. وفي نفس الوقت يجد العالم أمامه بلا ضوابط فيستهويه أو يستهويها الموضوع.
والجانب الثالث أن في الأمر ضعفاً في البناء الخلقي والديني سرعان ما ينهار أمام المواقع الإباحية، وأمام غرف "الشات" المفتوحة.
د. زينب: العلاج يكمن في التنشئة والتبصرة بالعواقب الوخيمة لهذا الأمر.
وترى د. زينب أن العلاج يكمن في التنشئة والتبصرة بالعواقب الوخيمة لهذا الأمر، والتبصرة بالجوانب المفيدة للإنترنت.
كما يجب على الأسرة أن تراقب أبناءها بدقة أمام الكمبيوتر، وأن تجعله في مكان واسع في الشقة ومفتوحاً، وليس في الحجرات المغلقة... وعلى الوالدين مفاجأة الأبناء بين الحين والآخر.
معالجات لحالات الإدمان
وفي حين أنه من الصعب تحديد عدد مدمني الإنترنت، إلا أن هناك إحصاءات تفيد أن المدمنين تتراوح نسبهم ما بين 5% إلى 10% من مستخدمي الشبكة العالمية، وعند النظر للفئة والتركيب العمري لهؤلاء نجد أن أغلبهم من الذكور وفي سن الـ (29) عامًا.
بعض الجهات الأمريكية أدركت خطورة الأمر، وأصدرت كتباً، ووضعت مواقع على الشبكة لمعالجة مدمني الإنترنت وتوعيتهم في طريقة استخدامها؛إذ يكفي أن يتم إرسال البريد الإلكتروني الخاص بالشخص المدمن، إلى أحد هذه المواقع، وهم سيتكفلون بمتابعة هذا الشخص ومعالجته من حالات الإدمان، كما وضعوا معايير وامتحانات شخصية يتمّ على أساسها تصنيف المستخدم لنفسه إن كان من المدمنين أو لا.
علاقات للتسلية
تقول (داليا) البالغة من العمر (18) عاماً من الأردن: " أجلس على (الشات) من (4- 6) ساعات يومياً، أنتظر لحظة خروج والدي، وانشغال والدتي، وأسرع لأجلس على الإنترنت، وأبدأ بالدردشة مع أصدقائي الذين هم من سني أو أكبر قليلاً".
وتضيف: "إنني أستمتع كثيرًا في الحديث إلى الجنس الآخر؛ لأنني لا أستطيع أن أعمل علاقات، وأخرج معهم وخصوصاً أنني أتحدث على الإنترنت براحة وبمواضيع جريئة جدًا أخجل من أن أتطرق لها مع أي شخص" وتضيف: "إنني أتحدث مع هؤلاء الشباب براحة دون أن يعرفوا هويتي، أو حتى اسمي و صورتي" "إنني أتسلى".
وحول سؤالها ما إذا كانت تشعر بأن دخولها واستخدامها للإنترنت خاطئ أم لا خصوصاً بعد رسوبها في الثانوية العامة، قالت داليا: "إنني مجبرة على قضاء وقتي بالدردشة على الإنترنت؛ فلا صديقات لي كما إنني وحيدة؛ لذا فإن هذه هي الوسيلة الوحيدة لتسليتي خصوصاً أنني لا أستطيع الخروج كثيراً؛ لأن أهلي محافظون" مضيفة "إن أهلي دائمو الانشغال عني، ولا أحد يسأل عني، فلم أعد أستطيع الاستغناء عن الجلوس يومياً على مواقع الدردشة؛ لأنني تعوّدت على ذلك".
القدوة السيئة
أما "بدرية " من مصر فهي طالبة بالثانوية العامة تقول: " لقد أصبحت أكره الإنترنت، وجهاز الكمبيوتر، فقد كان أخي يدخل على المواقع الإباحية، ويحدث الفتيات، فتعلمت منه ذلك، وأصبحت أجلس بالساعات أمام "الشات"، وأتحدث مع الشباب حتى رسبت في الثانوية العامة، ورغم ذلك لم أعد أستطيع الإقلاع عن هذا المرض بعد أن أصبح في دمي مثل المخدرات".
بدرية): كان أخي يدخل على المواقع الإباحية، ويحدث الفتيات، فتعلمت منه ذلك.
جهل الآباء وانشغالهم له دور
رضا عبد الله الأستاذ بكلية الحاسب الآلي في جامعة القاهرة يقول: إن الأبناء يستغلون جهل الآباء بالكمبيوتر ويفعلون ما يشاؤون.. لذلك يجب على الأب والأم أن يجيدا استخدام الكمبيوتر والدخول على الإنترنت.. بل الأكثر من ذلك أن يعرفا سبل التفتيش على جهاز الكمبيوتر لمعرفة ما هي البرامج التي تم استخدامها في الشات، ومعرفة نوعية المواقع التي يدخل الأبناء عليها... وهذه السبل معروفة ويمكن تلقينها للآباء... عندها سيجد الأبناء أنهم مراقبون وأن خطواتهم محسوبة فيستقيمون.
شغف الحقيقة.. عندما يكون للإنترنت قيمة
في الجانب الآخر من عالم الإنترنت.. هناك خلفه يربضن فتيات، يملكن من الإرادة والتحدي ما يستطعن به أن يتحدين الجبال، ويكسرن أنوف الرجال، لديهن ثقة بالنفس، وجرأة على المواجهة، وقدر كبير من احترام الذات..
من تلك النماذج؛ (نسرين)، فتاة سعودية في العشرين من عمرها، تدرس في كلية الحاسب الآلي، متفوقة وذكية وواسعة الثقافة، وشغوفة بالقراءة والاطلاع.. بعد زواج أختها الكبرى، رفيقة صباها وصديقة شبابها، وجدت نسرين أمامها ساعات كثيرة من الفراغ، استغلتها في ممارسة هوايات واهتمامات جديدة، مختلفة عما يولع به من في سنها عادة..
مهتمة بعلم الأديان.. وتقتحم أسوار النصارى
كان لـ(نسرين) اهتمام إلى جانب دراستها بعلم الأديان المقارن، ولديها مكتبة عامرة حول حقيقة النصرانية خاصة، مما أكسبها علماً حول تفنيد حجج النصارى وحقيقة ديانتهم وتاريخ تحريفها، كما أنها وجدت في شبكة الإنترنت مجالاً خصباً للبحث عما تهتم به، ولجمع المصادر والمعلومات، شغفاً إلى إظهار الحقيقة الخالدة.
جرّتها قدماها يوماً إلى موقع نصراني عملاق، تصفّحته بحذر مشوب باستخفاف، استخفاف وسخرية بهذه العقول التي تذعن لخرافات وثنية باطلة، فقامت كعادتها عند تصفح كل موقع نصراني، بإرسال بريد إلكتروني إلى أصحابه يحوي روابط المواقع المفندة للنصرانية والمظهرة لحقيقة الإسلام..، ثم بعد تردّد.. أضافت صاحب الموقع النصراني المتدين إلى قائمة الماسنجر..
تقضي نسرين من ثلاث ساعات إلى خمس يومياً على الماسنجر، خاصة إذا لم يكن لديها اختبار في الجامعة أو مذاكرة، في محاجة هذا النصراني الذي كان على علم لا بأس به بالإسلام، إضافة إلى نصارى آخرين ازداد عددهم، من ضمنهم قسيس عربي، وشابات عديدات سرعان ما ينهزمن أمام حججها القوية الداحضة لباطلهن فيهربن!
كانت تسأل بجرأة وتناقش بثقة، وتكشف الحقائق بتحد وقوة، ونقاشها مع أولئك النصارى نقاش علمي محض، ليس فيه أي تطرق لتفاصيل شخصية ونحوها، وقد زادها ذلك نهما إلى المزيد من القراءة والمطالعة، والتأمل في نصوص القرآن الكريم والإنجيل، وعلمها يزداد يوماً بعد يوم حول حقيقة الإسلام الباهرة، وبطلان النصرانية المحرّفة..
(نسرين) متخصصة علم الأديان كانت تسأل النصارى بجرأة وتناقش بثقة، وتكشف
الحقائق بتحد وقوة.
تشك (نسرين) في أن النصراني الأول الذي تعرفت عليه من موقعه قد ثبتت قناعاته، خاصة بعد أن داهمها يوما منتصراً بشكوك حول القرآن الكريم، لغوية وتاريخية، سرعان ما أرسلت له رداً داحضاً لها، فاختفى لأسابيع عديدة، وهي تشعر في الآونة الأخيرة من قراءة ما بين أسطره، أنه قد تغيّر كثيراً، وربما يمرّ في مرحلة تشكك وحيرة متذبذبة..
تحلم "نسرين" بدراسة نظامية متعمقة للكتاب المقدس، وفي عقد مناظرات كبرى بين النصارى والمسلمين، فنور الحقيقة لا يحجبه شيء أبداً عن القلب الباحث عنه بلهفة..
تجربة "نسرين" تستحق الثناء، إلا أنها في الوقت ذاته تجعلنا ننبه إلى خطورة المغامرة والدخول في هذا المجال لمن ليس لهم علم مختص
البحث قوة..
("جوهرة) شابة جامعية، حديثة عهد بالتخرج من قسم العلوم الشرعية، وهي مخطوبة وتنتظر زواجها في الصيف القادم..
لجوهرة اهتمام خاص، وهو قضية المرأة المسلمة عموماً والسعودية خصوصاً، وتولي هذا الشأن عناية كبيرة، في القراءة والاطلاع ومتابعة الصحف والمقالات، وتحليل القرارات والتصريحات.
تجد (جوهرة) في الإنترنت باعثاً قوياً عما تهتم به، وإلمامها بشيء من علم الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، يسهل لها البحث والتقصي، إذ تأتي لها ضربة واحدة في محرّك بحث عملاق بمقالات هذا الكاتب أو تلك الصحفية، مما يساعدها في تكوين نظرة متوازنة علمية ثاقبة حول حقيقة أفكاره وتوجهاته، بعيدة عن بناء الرأي على آراء الآخرين أو عواطفهم، فحكمها على توجه هذا الكاتب يقوم على مقالات وعبارات موثقة باليوم والتاريخ!
جوهرة) تقوم بطباعة مواثيق ومؤتمرات كل ما يتعلق بالمرأة وترسلها إلى الدعاة
تجد (جوهرة) في المقالات المنشورة في الصحف العالمية والأمريكية خصوصاً أمراً مختلفاً، فنظرتهم مؤسفة حاقدة حول وضع المرأة السعودية، مما ينذر بخطر محدق، على الغيورين الالفتات إليه، وهي تقضي ساعتين يومياً على الإنترنت، وقد قامت عدة مرات بطباعة مواثيق الأمم المتحدة حول المرأة، ونتائج المؤتمرات، وتقارير حقوق الإنسان حول المرأة السعودية، وإرسالها إلى بعض الدعاة والداعيات أولي الشأن..
تتمنى (جوهرة) بكل حرارة، أن لو كانت المرأة السعودية أكثر اهتماماً بشأنها وحقوقها، وأعلى صوتاً في الدفاع عن فضيلتها، ورفضها لكل ما يجُرّونها إليه من مستنقعات الاختلاط وتحدي الرجل، وهجران الأسرة..
(علياء): أستعمل الجهاز فيما يخدم دراستي في طب الأسنان.
استفادة علمية
(علياء الجزار)... طالبة بكلية طب الفم والأسنان تقول: "كافأني والدي بجهاز كمبيوتر حينما تفوقت في الثانوية العامة، ودخلت كلية طب الأسنان.. ولأن المذاكرة كثيرة والدراسة صعبة وجادة.. وأنا بطبيعتي جادة.. فلم استعمل الجهاز إلا فيما يخدم دراستي.. وكنت أحضر اسطوانات عليها شروح للمحاضرات وصور طبية.. وقد استفدت منها كثيرًا.. واشتريت طابعة كنت أطبع عليها هذه المعلومات القيمة وأعطيها لزملائي.
القيمة الحقيقية
قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في إدراكه لما حوله من نعمٍ حباه إياها الله - سبحانه وتعالى -، وتكمن أيضاً في مستوى تعامله مع هذه النعم، وأنت أختي الكريمة..قيمتك، وآدميتك، وفضيلتك في يدك، فإن أدركتها انحنت لك الدنيا إكباراً وإجلالاً، وإن فقدتها فقدت كرامتك وإنسانيتك..
| |
|