ابن القناص عضو جديد
عدد الرسائل : 35 تاريخ التسجيل : 16/05/2008
| موضوع: //////////// معالم شرعية في الاستعباد والحرية /////////// الأحد يونيو 15, 2008 1:47 pm | |
| معالم شرعية في الاستعباد والحرية الحرية شعار برّاق، وكلمة رنّانة، تعشقها النفوس، وترتاح لها القلوب، وتستلذّها الأسماع.. ولقد كثر في هذا الزمن(!) الحديث عن الحرية: حريّة الرأي وحرية التعبير وحرية الاختيار وحرية المعتقد، وذم الاستعباد...الخ، وربط ذلك بما يسمّى بحقوق الإنسان. ولما كانت هذه المصطلحات فضفاضة وواسعة؛ رأيت أن أضبطها بهذه المعالم الشرعية، المستمدّة من كتاب الله وسنّة رسوله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ حسب النظر والاجتهاد، والله الهادي إلى سبيل الرشاد، فمن هذه المعالم:
1. الحرية الحقيقية هي حريّة القلب والضمير، وذلك لا يكون إلا بالتوحيد الخالص، وبالخروج من عبادة العباد ـ بأي شكل من الأشكال ـ إلى عبادة ربّ العباد وحده لا شريك له، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة..فالعبودية التامّة لله وحده هي الطريق إلى الحريّة الحقيقية.. وفي هذا يقول الإمام ابن القيّم ـ رحمه الله ـ ذامّاً من استنكف عن عبوديته سبحانه:
هربوا من الرقّ الذي خُلقوا له فبلوا برقّ النفس والشيطانِ
2. الناس يولدون في الأصل أحراراً، فلا يجوز استعبادهم ولا استرقاقهم بأي وجه من الوجوه إلا بطريق شرعي.. وهذا ما قرّره الخليفة الراشد فاروق الأمّة عمر بن الخطّاب ـ رضي الله تعالى عنه ـ لمّا اشتكى إليه قبطي ضربه ابن والي مصر، فقال قولته المشهورة: \" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً \".
3. حرية الجماعة مقدّمة على حرية الفرد عند التعارض.. أرأيتم لو أنّ رجلاً أبى أن ينصاع لأنظمة المرور بحجّة أنّها تقيّد حريته! ماذا ينتج عن ذلك من أضرار للمجموع؟..
4. الحرية الشرعية المعتبرة هي التي لا تخرج عن دائرة الإسلام الحقّ، ولا تمسّ الثوابت الدينية والأصول الشرعية، فمتى ما تجاوزت ذلك أصبحت تمرداً ومروقاً عن الدين وخروجاً على جماعة المسلمين.
5. إنّ استعباد الشعوب من قبل دول كبرى نافذة، أو حكومات دكتاتورية متسلّطة، وفرض أفكار دخيلة عليهم بالقوّة، أو باسم الإصلاح والتغيير والديمقراطية والتطوير وحقوق الإنسان..الخ؛ أشدّ من استعباد الأفراد للأفراد.
6. الحرية المطلقة ليست حرية في الشرع المطهر، وإنّما هي فوضى وتعد على حريات
الآخرين.
7. ليس من الحرية أن يرتدّ المسلم عن دينه الحقّ، فيكون ملحداً أو يعتنق ديناً آخر أياً كان، فإنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ لا يقبل إلا ديناً واحداً هو الإسلام.
8. الحرية الغربية ـ على الرغم مما فيها من بعض الإيجابيات ـ إلا أنها ليست هي الحرية المثلى التي أقرّها شرعنا الحنيف، فهي ـ أي الحرية الغربية ـ حرية بهيمية تستبيح أقبح وأقذر ما حرّم الله من اللواط والزنى والكفر البواح، وتغذية وتحمية، وتسنّ القوانين والتشريعات التي تحفظ ـ بزعمهم ـ حقوق أصحابه الشاذين المجرمين، بل إنّها أقرّت أخيراً زواج المثليين الشاذين بشكل رسمي !!، فأيّ حضارة بل أي قذارة أشنع من هذه القذارة التي تقشعّر لها الأبدان، ويهتزّ لها عرش الرحمن؟.
فمن اعتقد من أبناء المسلمين أنّ هذه الحرية هي الحرية المثلى فهو أضلّ من حمار أهله، فإننا لم نسمع في التاريخ القديم ولا الحديث أنّ حماراً ذكراً أتى حماراً ذكراً مثله، فضلاً عن إقرار ذلك، وصدق الله إذ يقول عنهم: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }الفرقان44.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ | |
|