هل نحن خير أمة ؟؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
هل نحن خير أمة ؟؟؟؟
نعم نحن خير أمة إذا كنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله ، أما إذا كانت المنكرات متفشية في مجتمعاتنا ، كشرب الخمور والزنا والربا والسرقة والإغتصاب والتبرج وعري النساء في الشوارع وعلى شواطئ البحار، وكانت الخمور تستهلك في بلداننا إلى درجة أصبحنا نفوق فيها اليهود والنصارى ، فكيف نكون خيرَ أمة أخرجت للناس وحالنا يشهد علينا بخلاف ذلك !!؟ إن المسلمين كانوا خير أمة أخرجت للناس عندما كانوا متشبتين بالإسلام في عقيدتهم وأخلاقهم وتشريعهم ، وكذلك فتحوا البلدان في مشارق الأرض ومغاربها وأخرجوا الناس من عبادة الأصنام والقبور والشمس والقمر إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وأخرجوهم من الأخلاق الجاهلية إلى أخلاق الإسلام الحميدة . وأخرجوهم من التحاكم إلى العادات والتقاليد والقوانين الوضعية ، إلى التحاكم إلى القرآن والسنة ، فكانوا بذلك سادةَ الناس بدون منازع فنصرهم الله على أعدائهم ومكن لهم في الأرض . لأنه جل ذكره وعد المؤمنين بذلك{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ(55) النور الآية 53 ومن هذه الآية استنبط عمر بن الخطاب –رضي الله عنه – قوله : [ إنا كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ] وهذا ما حصل للمسلمين المعاصرين عندما نبذوا كتاب الله عز وجل وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم – وراء ظهورهم وبحثوا عن العدل والتقدم والسعادة في غيرهما ، فأذلهم الله وجعلهم أضحوكة للأمم الكافرة تغتصب أرضَهم وتنتهك أعراضَهم وتسرق ثروتهم وهذا الوضع لن يزيد إلا استفحالا وكارثية ما دامت أمتنا لم تتصالح مع الله -عز وجل- {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً} الطلاق الآية 8-9-10
وقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم – [إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر واشتغلتم بالزرع وبالضيعة وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه أو لا يضعه حتى ترجعوا إلى دينكم ] رواه أبو داود (3462)، وأحمد في المسند (2/84) عن ابن عمر، وذكره الألباني في الصحيحة (11).
فهذه الحالة – أعني حالة الذل والمهانة – لن ترتفع عن المسلمين إلا برجوعهم إلى الكتاب والسنة ، وهذا ما يحرص أعداءُ الله من أصحاب الملل الكافرة على عدم حدوثه فهم يخططون و يمكرون بالليل والنهار لتبقى هذه الأمة غارقة في الخمور والزنا والرقص والغناء، مهتمة بالأمور التافهة كأن تسهر عاصمة عربية الليل كله لا لكون جيشها حرر القدس... ولكن لكون فريقها حقق بطولة من بطولات كرة القدم ، فاليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الملل الكافرة وأشياعهم من المنافقين لن يدخروا جهدا في صرف هذه الأمة عن دينها كما قال تعالى {ولا يزالون يقاتلونكم حتّى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافرُُ فاولئك حبطت أعمالهم في الدّنيا والآخرة وآولئك أصحاب النار هم فيها خالدون".} البقرة الآية 115 وقال عز وجل {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير}
البقرة الآية 119
فدواء أمراض هذه الأمة موجود في القرآن والسنة لكنها تبحث عنه في غيرهما ، فهي كما قال شوقي -رحمه الله – :
شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهف في عميق سبات
بإيمانهم نوران ذكر وسنة فما بالهم في حالك الظلمات
أو كما قال الآخر
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
نسأل الله الهداية لأمتنا حتى تعود لها عزتها وكرامتها
الأربعاء يونيو 11, 2008 12:21 pm
