اللغة كائن حي تزدهر وتحيا بازدهار متكلميها , وتسمو وترق بسمو ابداعها وعلى هذا الاساس الذي يشير اليه علماء اللغة يمكننا القول إن لغتنا العربية مرت عبر تاريخها بالكثير من المحن والمصائب ,
ولكنها كانت دائما ً تعود الى مخزونها التراثي والثقافي وتنهض لتصقل كلماتها ومفرداتها ولتجدد من اساليب اشتقاقها وتصريفها .. ولكن العنت الذي اصابها على ايدي الكثير من ابنائها ممن لم يروا فيها سوى الاعراب والصرف والانجرار وراء الألغاز الإعرابية , حتى وصل الامر الى مناهجنا التدريسية ولا سيما في الجامعات (أقسام اللغة العربية ) وان كان الامر ينسحب قليلا ً على كتاب القواعد في ( الثالث الثانوي ) .
فاللغة ليست لغزا ً يحل باعراب هذه الكلمة او تلك الجملة التعجيزية بل هي بيان وفصاحة , هي التواصل الجميل والصريح , هي التفاعل الحضاري الذي ينتقي ويصطفي مصطلحاته من الحياة , يأخذ بمقدار ما يعطي ويجدد في الاساليب , واللغة لا تزدهي الا بمقدار ما يبدع ابناءنا وبمقدار مايضيفون الى رصيدها , من هنا تاتي اهمية الحديث عن ضرورة توحيد المصطلحات العلمية والثقافية , وان تسعى مجامعنا اللغوية الي ترميم الثغرات التي تعاني منها المعجمات العربية , فمنذ سنوات طويلة لم نراو نسمع باصدار معجم جديد يؤصل ما يدخل متن اللغة من مفردات , ويقول هذه المفردة قابلة للحياة , وتلك مهيضة الجناح , نريد للغتنا ان تبقى قادرة على التفاعل الخلاق تاخذ وتعطي لا ان تكون المتلقي ..