ابن الاثير المدير العام
الادارة عدد الرسائل : 1556 العمر : 59 الموقع : aziz22.ahlamontada.com تاريخ التسجيل : 16/05/2008
| موضوع: //////////// قِـصّـة الـعـُـزَيْــر////////// الأحد يونيو 01, 2008 6:53 am | |
| قصة عُـزيْـر الذي تقول اليهود أنه ابن الله
--------------------------------------------------------------------------------
بسم اللله الرحمن الرحيم
قِـصّـة الـعـُـزَيْــر
تـقـول عـنـه الـيـهـود لـعـنـهـم الله ( هـو ابـن الله ) تـعـالـى الله عـمّـا يـقـولـون عُـلـوًا كـبـيـرا .
مـن هـو عـزيـر ؟ ومـا هـي قـصـتـه ؟
قال الله تعالى ** وهـو أصـدق الـقـائـلـيـن :
{ أو كـالـذي مَـرّ عـلـى قـريـة وهـي خـاويـة عـلـى عـروشـهـا قـال أنـّى يـحـيـي هـذه الله بـعـد مـوتـهـا فـأمـاتـه الله مـائـة عـام ثـم بـعـثـه قـال كـم لـبـثـتَ قـال لـبـثـتُ يـومـًا أو بـعـض يـوم قـال بـل لـبـثـتَ مـائـة عـام فـانـظـر إلـى طـعـامـك وشـرابـك لـم يـتـسَـنـّه وانـظـر إلـى حـمـارك ولـنـجـعـلـك آيـة لـلـنـاس وانـظـر إلـى الـعـظـام كـيـف نـُـنـْـشِــزهـا ثـم نـكـسـوهـا لـحـمـا فـلـمـا تـبـيّـن لـه قـال أعـلـم أن الله عـلـى كـل شـيء قـديـر * ... الـبـقـرة : 259 } .
قـال الـحـافـظ أبـو الـقـاسـم بـن عـسـاكـر :
هـو عـزيـر بـن جـروة . ويـقـال بـن سـوريـق بـن عـديـا بـن أيـوب بـن درزنـا بـن عـرى بـن تـقـي بـن أسـبـوع بـن فـنـحـاص بـن الـعـازر بـن هـارون بـن عـمـران . ويـقـال عـزيـر بـن سـروخـا .
جـاء فـي بـعـض الآثـار أن قـبـره فـي دمشـق . وقـيـل مـات فـي قـريـة يـقـال لـهـا سـايـراباذ فـي أرض الـسـواد ( والله أعـلـم أيـن مـات ) .
رُويَ عـن ابـن عـبـاس رضي الله عـنـهـمـا أنـه قـال :
لا أدري أكـان عـزيـر نـبـيـا أم لا .
وروى ابـن عـسـاكـر عـن ابـن عـبـاس أنـه سـأل عـبـدالله بـن سـلام عـن قـولـه تـعـالـى :
{ وقـالـت الـيـهـود عـزيـر ابـن الله * ... الـتـوبـة : 30 } لِـمَ قـالـوا ذلـك ؟
فـقـال عبدالله بن سلام :
إن عـزيـرا كـان عـبـدًا صـالـحـا حـكـيـمـا ، خـرج ذات يـوم إلـى ضـيـعـة لـه يـتـعـاهـدهـا ، فـلـمـا انـصـرف أتـى إلـى خـربـة حـيـن قـامـت الـظـهـيـرة ، وأصـابـه الـحـر ودخـل الـخـربـة وهـو عـلـى حـمـاره ، فـنـزل عـن حـمـاره ومـعـه سـلـة فـيـهـا تـيـن وسـلـة فـيـهـا عـنـب .
فـنـزل فـي ظِـلّ تـلـك الـخـربـة وأخـرج قـصـعـة مـعـه ، فـاعـتـصـر مـن الـعـنـب الـذي كـان مـعـه فـي الـقـصـعـة ثـم أخـرج خـبـزا يـابـسـا مـعـه فـألـقـاه فـي تـلـك الـقـصـعـة فـي الـعـصـيـر لـيـبـتـلّ لـيـأكـلـه .
ثـم اسـتـلـقـى عـلـى قـفـاه وأسـنـد رجـلـيـه إلـى الـحـائـط فـنـظـر سُـقــُـف تـلـك الـبـيـوت ، ورأى كـيـف هـي قـائـمـة عـلـى عـروشـهـا ، وقـد بَـادَ أهـلـهـا ورأى عـظـامـا بـالـيـة فـقـال :
{ أنـّى يـحـيـي هـذه الله بـعـد مـوتـهـا } فـلـم يـَشـُـكّ أن الله يُـحـيـيـهـا ولـكـن قـالـهـا تـعـجـبـا . فـبـعـث الله مَـلـَـكَ الـمـوت فـقـبـض روحـه فـأمـاتـه الله مـائـة عـام .
فـلـمـا أتـت عـلـيـه مـائـة عـام وكـانـت فـي مـا بـيـن ذلـك فـي بـنـي اسـرائـيـل أمـور وأحـداث . بـعـث الله إلـى عـزيـر مَـلــَـكــًا فـخـلـق (بإذن الله ) قـلـبـه لـيـعـقـل بـقـلـبـه ، وعـيـنـيـه لـيـنـظـر بـهـمـا فـيـعـقِـل كـيـف يـحـيـي الله الـمـوتـى . ثـم ركـّبَ خـلـقـه وهـو يـنـظـر ، ثـم كـسـى عـظـامـه الـلـحـم والـجـلـد والـشـعـر ، ثـم نـفـخ فـيـه الـروح ، كـل ذلـك وهـو يـرى ويـعـقـل ، فـاسـتـوى جـالـسًـا .
فـقـال لـه الـمـلـك : كـم لـبـثـت ؟ .
قـال عـزيـر : لـبـثـت يـومـا ! وذلـك أنـه كـان لـبـث صـدر الـنـهـار ، وبُـعِــثَ فـي آخـر الـنـهـار والـشـمـس لـم تــغِـــب .
ثـم قـال : أو بـعـض يـوم ! ولـم يُــتـَــمّ لـي يـوم ! .
فـقـال لـه الـمـلـك : بـل لـبـثـت مـائـة عـام فـانـظـر إلـى طـعـامـك وشـرابـك لـم يَـتـسَـنـه . طـعـامـك الـخـبـز الـيـابـس وشـرابـك الـعـصـيـر الـذي اعـتـصـرتـه فـي الـقـصـعـة عـلـى حـالـهـمـا لـم يـتـغـيـرا . وكـذلـك الـتـيـن والـعـنـب غـَضّ لـم يـتـغـيـر شـيء مـن حـالـهـمـا .
فـكـأن عـزيـر أنـكـر فـي قـلـبـه مـن عـجـب مـا سـمـع .
فـقـال لـه الـمـلـك :
أنـكـرتَ مـا قـلـتُ لـكَ ؟ أنـظـر إلـى حـمـارك .
فـنـظـر إلـى حـمـاره قـد بَــلِــيَــتْ عـظـامـه وصـارت نـخـِـرَة .
فـنـادى الـمـلـك عـظـام الـحـمـار فـأجـابـت ( بإذن الله ) وأقـبـلـت مـن كـل نـاحـيـة حـتـى ركـّـبَـهُ الـمـلـك وعـزيـر يـنـظـر إلـيـه ، ثـم ألـبـسـهـا الـعـروق والـعـصـب ، ثـم كـسـاهـا الـلـحـم ثـم أنـبـت عـلـيـها الـلـحـم والـشـعـر ، ثـم نـفـخ فـيـه الـروح ( بإذن الله ) . فـقـام الـحـمـار رافـعـا راسـه وأذنـيـه إلى الـسـمـاء نـاهـِقـًـا يـظـن أن الـقـيـامـة قـد قـامـت فـذلـك قـولـه تـعـالـى : { وانـظـر إلـى حـمـارك ولـنـجـعـلـك آيـة لـلـنـاس وانـظـر إلـى الـعـظـام كـيـف نـُـنـْـشِــزهـا ثـم نـكـسـوهـا لـحـمـا } . أي : انـظـر إلـى عـظـام حـمـارك كـيـف يُركـب بـعـضـهـا بـبـعـض فـي أوصـالـهـا ، حـتـى إذا صـارت عـظـامـا مُـصَـوّرًا حـمـارًا بـلا لـحـم ، ثـم انـظـر كـيـف نـكـسـوهـا لـحـمـا .
فـلـمـا تـبـيّـن لـعـزيـر قـال : { أعـلـم أن الله عـلـى كـل شـيء قـديـر } . أي : عـلـى إحـيـاء الـمـوتـى وغـيـره .
ثـم ركـب عـزيـر حـمـاره حـتـى أتـى مـحـلـّـتـه ، فـأنـكـره الـنـاس وأنـكـر الـنـاس وأنـكـر مـنـزلـه . فـانـطـلـق عـلـى وَهـَم مـنـه حـتـى أتـى مـنـزلـه ، فـإذا هـو بـعـجـوز مُـقـعـَـدة قـد أتـى عـلـيـهـا مـائـة وعـشـرون سـنـة كـانـت أمَـة لـهـم ، فـخـرج عـنـهـم عـزيـر وهـي بـنـت عـشـريـن سـنـة ، كـانـت عـرفـتـه وعـقـلـتـه ، فـلـمـا أصـابـهـا الـكـبـر أصـابـهـا الـزمـانـة .
فـقـال لـهـا عـزيـر : يـا هـذه أهـذا مـنـزل عـزيـر ؟
قـالـت : نـعـم ، هـذا مـنـزل عـزيـر ، فـبـكـت .
ثـم قـالـت : مـا رأيـت أحـدًا يـذكـر عـزيـرًا مـن كـذا وكـذا سـنـة ، وقـد نـسِـيـَـه الـنـاس .
قـال : فـإنـي عـزيـر ، كـان الله أمـاتـنـي مـائـة سـنـة ثـم بـعـثـنـي .
قـالـت : سـبـحـان الله ، فـإن عـزيـرًا قـد فـقـدنـاه مـنـذ مـائـة سـنـة ، فـلـم نـسـمـع لـه بـذكـر .
قـال : فـإنـي أنـا عـزيـر .
قـالـت : فـإن عـزيـرًا رجـل مُـسْـتـجـاب الـدعـوة يـدعـو لـلـمـريـض ولـصـاحـب الـبـلاء بـالـعـافـيـة والـشـفـاء ، فـادع الله أن يَـرُدّ لـي بـصـري حـتـى أراك ، فـإن كـنـت عـزيـرًا عـرفـتـك .
فـدعـا ربّـه ومـسـح بـيـده عـلـى عـيـنـيـهـا فـصَـحّـتـَـا وأخـذ بـيـدهـا وقـال :
قـومِـي بـإذن الله فـأطـلـق الله رجـلـيـهـا فـقـامـت صـحـيـحـة كـأنـمـا نـشِـطـت مـن عـقـال ( قـيـد ) .
فـنـظـرت إلـيـه فـقـالـت : أشـهـد أنـك عـزيـر .
ثـم انـطـلـقـت إلـى مَـحَـلـّـة بـنـي اسـرائـيـل وهـم فـي أنـديـتـهـم ومـجـالـسـهـم ، وابـن لـعـزيـر شـيـخ طـاعـن فـي الـسِّـن وبـنـي بـنـيـه شـيـوخ فـي الـمـجـلـس فـنـادتـهـم .
فـقـالـت : هـذا عـزيـر قـد جـاءكـم .... فـكـذبـوهـا .
فـقـالـت : أنـا فـلانـة مـولاتـكـم دعـا لـي ربـه ، فـردّ عـلـيّ بـصـري وأطـلـق رجـلـي ، وزعـم أن الله أمـاتـه مـائـة سـنـة ثـم بـعـثـه .
فـنـهـض الـنـاس فـأقـبـلـوا إلـيـه فـنـظـروا إلـيـه فـقـال ابـنـه :
كـان لأبـي ، شـامـة سـوداء بـيـن كـتـفـيـه ، فـكـشـف عـن كـتـفـيـه فـإذا هـو عـزيـر .
فـقـالـت بـنـو اسـرائـيـل : لـم يـكـن فـيـنـا أحـد حـفـظ الـتـوراة فـيـمـا حُـدِّثـنـا غـيـر عـزيـر ، وقـد أحـرق بـخـت نـصـر الـتـوراة ولـم يـبـق مـنـهـا شـيء إلا مـا حَـفِـظــَـتِ الـرجـال ، فـاكـتـبـهـا لـنـا ، وكـان أبـوه قـد دفـن الـتـوراة أيـام بـخـت نـصـر فـي مـوضـع لا يـعـرفـه أحـد غـيـر عـزيـر . فـانـطـلـق بـهـم إلـى ذلـك الـمـوضـع فـحـفـره فـاسـتـخـرج الـتـوراة وكـان قـد عَـفِـن الـورق ودُرس الـكـتـاب . وجـلـس عـزيـر تـحـت ظـل شـجـرة وبـنـو اسـرائـيـل حـولـه لـيـجـدد الـتـوراة . فـنـزل شـهـابـان مـن الـسـمـاء حـتـى دخـلا جـوفـه فـتـذكـر الـتـوراة فـجـددهـا لـبـنـي اسـرائـيـل . فـمـن ثـم قـالـت الـيـهـود عـزيـر ابن الله لـلـذي كـان مـن أمـر الـشـهـابـيـن ، وتـجـديـده الـتـوراة ، وقـيـامـه بـأمـر بـنـي اسـرائـيـل ، وكـان جـدد لـهـم الـتـوراة بـأرض الـسـواد بـديـر حـزقـيـل .
قـال ابـن عـبـاس رضي الله عـنـهـمـا :
فـكـان كـمـا قـال الله تـعـالـى : { ولـنـجـعـلـك آيـة لـلـنـاس } يـعـنـي لـبـنـي اسـرائـيـل ، وذلـك أنـه كـان يـجـلـس مـع بـنـيـه وهـم شـيـوخ وهـو شـاب ، لأنـه مـات وهـو ابـن اربـعـيـن سـنـة ، فـبـعـثـه الله كـهـيـئـتـه يـوم مـات .
وقـال ابـن عـبـاس أيـضـا : كـان زمـانـه بـعـد بـخـت نـصـر ، وكـذلـك قـال الـحـسـن .
********************************* الـلـهــــم إنــّـي بـــــك آمـنــــت وبـكـتــابــــك الــذي أنــــزلـــت وبـنـبـيّـــك الــذي أرســــلـــــت صـلى الله عـلـيـه وسـلـم فـقِــنـي عـذابــــك يــــوم تـبـعـــث عـبـــــادك ********************************* | |
|