ابن الاثير المدير العام
الادارة عدد الرسائل : 1556 العمر : 59 الموقع : aziz22.ahlamontada.com تاريخ التسجيل : 16/05/2008
| موضوع: ////////////// قِـصّــة أصــحــاب الـجَــنـّـة //////////// الأحد يونيو 01, 2008 6:34 am | |
| قـصـة الإخـوة أصـحـاب الـجـنـة
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
قِـصّــة أصــحــاب الـجَــنـّـة
قال الله تعالى
{ إنـّـا بـلـونـاهـم كـمـا بَـلـَـونـا أصـحـاب الـجـنـة إذ أقـسـمـوا لـَـيَـصْـرمُـنـّهـا مُـصْـبـحـيـن * ولا يـسـتـثـنـون * فـطـاف عـلـيـهـا طـائـف مـن ربـك وهـم نـائـمـون * فـأصـبـَحَـت كـالـصّـريـم * فـتـنـادَوْا مُـصْـبـحـيـن * أن اغـْـدُوا عـلـى حـرثـكـم إن كـنـتـم صـارمـيـن * فـانـطـلـقـوا وهـم يـتـخـافـتـون * أن لا يـدخـلـنـّـهـا الـيـوم عـلـيـكـم مـسـكـيـن * وغـَـدَوْا عـلـى حَـرْدٍ قـادريـن * فـلـمـا رأوهـا قـالـوا إنـّـا لـضـالـون * بـل نـحـن مـحـرومـون * قـال أوسـطـهـم ألـم أقــُـل لـكـم لـولا تـُـسَـبـِّـحُـون * قـالـوا سـبـحـان ربـنـا إنـّـا كـُـنـّـا ظـالـمـيـن * فـأقـبـل بـعـضـهـم عـلـى بـعـض يـتـلاومـون * قـالـوا يـا ويـلـنـا إنـّـا كـنـا طـاغـيـن * عـسـى ربـنـا أن يُـبـْـدِلــَـنـا خـيـرًا مـنـهـا إنـّـا إلـى ربـنـا راغـبـون * كـذلـك الـعـذاب ولـعـذاب الآخـرة أكـبـر لـو كـانـوا يـعـلـمـون * ... الـقـلـم : 17 ــ 33 } .
*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*
هـذه قـصـة ضـربـهـا الله مـثـلا لـكـفـار قـريـش فـيـمـا أنـعـم بـه عـلـيـهـم مـن إرسـال الـرسـول الـعـظـيـم الـكـريـم صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم إلـيـهـم .
وأصـحـاب الـجـنـة ( الـبـسـتـان ) هـم إخـوة ثـلاثـة ، وكـانـت هـذه الـجـنـة لأبـيـهـم يـعـيـش بـالـقـرب مـن صـنـعـاء بـالـيـمـن ، وكـان رجـلا صـالـحـا مـسـلـمًـا يـتـصـدق كـثـيـرًا عـلـى الـفـقـراء والـمـسـاكـيـن . وكـانـت هـذه الـجـنـة مـلـيـئـة بـأشـجـار الـفـاكـهـة الـمـثـمـرة ، وأنـواع الـنـخـيـل والـكـروم ، يـجـري فـيـها الـمـاء كـالأنـهـار .
وكـان هـذا الـرجـل إذا آن أوان الـحـصـاد فـتـح أبـواب بـسـتـانـه ودعـا الـفـقـراء والـمـسـاكـيـن فـيـكـرمـهـم غـايـة الإكـرام ، فـيـدعـهـم يـأكـلـون مـن ثـمـرهـا مـا يـشـاؤون ثـم يـعـطـيـهـم نـصـيـبـا وافـرا مـنـهـا يـأخـذوه مـعـهـم .
فـلـمـا مـات ، ورثـه أبـنـاءه الـثـلاثـة فـقـالـوا : إن أبـانـا كـان عـلـى غـيـر صـواب ، فـكـان يـعـطـي الـفـقـراء والـمـسـاكـيـن ، أمّـا نحـن فـعـيـالـنـا كـثـيـر والـمـال قـلـيـل ولا يـمـكـنـنـا أن نـعـطـي الـمـسـاكـيـن كـمـا كـان يـفـعـل أبـونـا .
فـتـشـاوروا فـيـمـا بـيـنـهـم وعـزمـوا عـلـى ألا يـعـطـوا أحـدًا مـن الـفـقـراء شـيـئـا ، وأن يـجـنـوا ثـمـرهـا وقـت الـصـبـاح الـبـاكـر خـفـيـة عـن الـفـقـراء والـمـحـتـاجـيـن ، قـبـل أن يـرتـفـع الـنـهـار ، وحـلـفـوا عـلـى ذلـك ولـم يـسـتـثـنـوا فـي يـمـيـنـهـم .
فـأرسـل الله تـعـالـى عـلـى هـذا الـبـسـتـان الآفــة ويـقـال لـهـا الـسـفـعـة ، اجـتـاحـت الـمـزروعـات وعـاثـت فـيـهـا فـسـادا وتـدمـيـرًا بـأمـر ربـهـا الـذي أرسـلـهـا حـتـى جـعـلـتـهـا سـوداء كـالـلـيـل الـمـنـصـرم مـن الـضـيـاء كـأنـمـا أصـابـتـهـا الـنـار فـأحـرقـتـهـا ، ولـم تـتـرك شـيـئـا يُـنـتـفـعُ بـه وهـم نـائـمـون فـي بـيـوتـهـم .
فـلـمّـا اسـتـيـقـظ الأخـوة الـثـلاثـة مـبـكـريـن ، نـادى بـعـضـهـم بـعـضـا قـائـلـيـن : بـاكـروا إلـى بـسـتـانـكـم فـأصـرمـوه قـبـل أن يـرتـفـع الـنـهـار .
فـانـطـلـقـوا وهـم يـحـدثـون بـعـضـهـم خـفـيـة بـأن لا يـدخـل عـلـيـهـم فـي بـسـتـانـهـم مـسـكـيـن ، وعـزمـوا عـلـى ذلـك غـضـبًـا عـلـى هـؤلاء الـمـسـاكـيـن . فـلـمـا وصـلـوا إلـى بـسـتـانـهـم ونـظـروا إلـيـه ومـا حـلّ بـه ، وكـيـف أصـبـح مـن الـصـفـة الـمُـنـكـَرَة بـعـد تـلـك الـنـضـرة الـحـسـنـة والـبـهـجـة ، فـانـقـلـب بـسـبـب الـنـيـة الـسـيـئـة الـفـاسـدة إلـى أرض مـحـروقـة .
وكـان الأوسـط مـنـهـم هـو أعـدلـهـم وخـيـرهـم ، فـلـمـا رأوا حـال بـسـتـانـهـم قـالـوا :
لـقـد نـهـانـا الله عـن هـذا الـسـلـوك الـمُـشِــيـن وسـلـكـنـا طـريـقـا غـيـر سـوي ، فـعـاقـبـنـا الله بـأن حـرمـنـا مـنـهـا كـمـا أردنـا حـرمـان الـمـسـاكـيـن .
قـال الأوسـط مـنـهـم : ألـم أنـهـاكـم عـن هـذا ، وأن تـقـولوا خـيـرا بـدل مـا قـلـتـم مـن الـشـر .
فـقـالـوا : سـبـحـان ربـنـا إنـه لا يـحـب الـظـلـم ونـحـن كـنـا ظـالـمـيـن .
فـأقـبـل بـعـضـهـم يـلـوم بـعـض ، فـنـدمـوا حـيـث لا يـنـفـع الـنـدم ، واعـتـرفـوا بـالـذنـب بـعـد الـعـقـوبـة ، وذلـك لا يـنـفـع .
*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*
ولـهـذا أمـر الله سـبـحـانـه بالـصـدقـة مـن الـثـمـار عـنـد الـحـصـاد .
قال الله تعالى
{ كـلـوا مـن ثـمـره إذا أثـمـر وآتـوا حَـقــّـه يـوم حـصـاده ... الأنـعـام : 141 } .
*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*
* هــذه الــقــصــة جــعــل الله فــيــهــا عِــبـْـرَه لــمــن يــعــتــبــر * * مــانــع الــزكــاة ، ومــانــع الــصــدقــة مــن الــظــالــمــيــن * * مـآلــه ومــصــيــره إلــى الــتـّــلــف *
*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----* | |
|