img]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قـصـة قــوم ســبـأ
--------------------------------------------------------------------------------
قال الله تعالى
{ لـَـقـَـدْ كـانَ لِـسَـبَـاءٍ فـي مَـسْـكـَـنِـهـِـمْ ءَايَـة ٌ جَـنـّـتـَـان ِ عَـن يَـمِـيـن ٍ وَشِـمَـال ٍ كـُـلـُـوا مِـن رّزْق ِ رَبّـِكـُـمْ وَاشـْـكـُـرُوا لـَـهُ بَـلـْـدَة ٌ طـَـيّـبَـة ٌ وَرَبّ غـَـفـُـور * ..... سـبـأ : 15 } .
سـبـأ قـبـيـلـة مـن أولاد سـبـأ بـن يـشـجـب بـن يـعـرب بـن قـحـطـان بـن هـود ... كـانـوا يـسـكـنـون وادي الـعـرم بـالـيـمـن .
كـانـت لـهـم مـنـازل كـثـيـرة ومـسـاكـن مـتـعـددة ، وهـذه الـمـسـاكـن هـي الـتـي يُـقـال لـهـا الآن مـأرب وبـيـنـهـا وبـيـن صـنـعـاء مـسـيـرة ثـلاث لـيـال ( لـلـراجـل ) ، وكـان لـهـم جـنـتـان ، عـن يـمـيـن واديـهـم وعـن شـمـالـه ، وقـد أحـاطـتـا بـه مـن جـهـتـيـه ، وكـانـت مـسـاكـنـهـم فـي الـوادي ، والآيـة لأهـل سـبـأ الـمـراد بـهـا أنـهـم كـانـوا لا يـرون فـي مـسـاكـنـهـم بـعـوضـا ولا ذبـابـا أو حـشـرات ، ولا بـرغـوثـا ولا قـمـلـة ولا عـقـربـا ولا حـيّـة ولا غـيـر ذلـك مـن الـهـوام ... بـلـدة جـعـلـهـا الله نـظـيـفـة لأهـلـهـا .
كـانـت الـمـرأة تـمـشـي فـي هـاتـيـن الـجـنـتـيـن وعـلـى رأسـهـا الـمِـكـْـتــَـل ( الـزنـبـيـل ) فـيـمـتـلـئ مـن أنـواع الـفـواكـه الـتـي تـتـسـاقـط مـن غـيـر أن تـمـسـهـا بـيـدهـا .
وقــــال الله لـهـم عـلـى لـسـان أنـبـيـاء أرسـلـهـم لـهـم :
كـلـوا مـن رزق الله الـذي رزقـكـم هـذه الـنـعـم مـن ثـمـار هـاتـيـن الـجـنـتـيـن ، وجـعـل لـكـم هـذه الـبـلـدة طـيـبـة ، طـيـبـة الـثـمـار ، كـثـيـرة الأشـجـار ، غـيـر سـبـخـة ، وفـوق ذلـك يـغـفـر الله لـكـم ذنـوبـكـم . فـجـمـع الله لـكـم نـعـمـتـيـن ، نـعـمـة رزقـه لـكـم مـن هـاتـيـن الـجـنـتـيـن ، ورزقـه لـكـم مـغـفـرتـه لـذنـوبـكـم ، فـأطـيـعـوه واشـكـروه عـلـى نـعـمـه .
ومـن نـعـم الله عـلـيـهـم أن الـمـاء يـأتـيـهـم مـن أوديـة الـيـمـن ، فـتـجـتـمـع الـمـيـاه فـي واديـهـم ، فـردمـوا بـيـن جـبـلـيـن وعـمـلوا سـدّا فـحـبـسـوا الـمـاء وجـعـلـوا فـي هـذا الـسّـدّ ثـلاثـة أبـواب بـعـضـهـا فـوق بـعـض ، وكـانـوا يَـسـقـون مـن الـبـاب الأعـلـى ، ثـم مـن الـبـاب الـثـانـي ، ثـم مـن الـثـالـث فـأخـصـبـوا وكـثـرت أمـوالـهـم .
قال الله تعالى
{ وَجَـعَـلـْـنـَـا بَـيْـنـَـهُـم وبَـيـْـنَ الـْـقـُـرَى الـّـتِـي بَـارَكـْـنـَـا فِـيهـَـا قـُـرًى ظـَـاهِــرَة ً وَقـَـدّرْنـَـا فِـيهـَـا الـسّـيْـرَ سِـيـرُوا فِـيهـَـا لـَـيَـالِـيَ وأيّـامًـا ءَامِـنِـيـنَ * .... سـبـأ : 18 } .
فـزاد الله لـهـم الـنـعـمـة ، بـأن جـعـل بـيـنـهـم وبـيـن الـقـرى الأخـرى الـتـي بـارك فـيـهـا بـالـمـاء والـشـجـر وهـي قـرى الـشـام ، أن جـعـل قـرى أخـرى ، فـكـان أهـل سـبـأ يـرحـلـون لـلـتـجـارة إلـى الـشـام ، وفـي سـفـرهـم كـانـوا يـبـيـتـون فـي قـريـة ويـقـيـلـون فـي قـريـة أخـرى ، فـلا يـجـدون تـعـب أو مـشـقـة فـي سـفـرهـم . وجـعـل الله لـهـم ، الـسّـفـَـر بـيـن الـقـرى بـمـقـدار مُـعَـيـّـن واحـدا ، وذلـك بـمـقـدار نـصـف يـوم ، فـكـانـوا إذا خـرجـوا مـن قـريـة ظـهـرت لـهـم قـريـة أخـرى . فـكـانـوا يـسـيـرون آمـنـيـن غـيـر خـائـفـيـن ، ولا ظـمـأى ، ولا جـائـعـيـن .
ثـم ذكـر الله سـبـحـانـه وتـعـالـى كـيـف بـطِـروا وطـغـوا لـمّـا سـئـمـوا الـنـعـمـة :
{ فـَـقــَالـُوا ربّـنـَـا بَـاعِــدْ بَـيْـنَ أسْـفـَـارنـَـا وَظـَـلـَـمُـوا أنـفـُـسَـهـُـمْ فـَـجَـعَـلـْـنـَـاهـُـمْ أحَـاديـثَ وَمَـزقــْـنـَـاهـُـمْ كـُـلّ مُـمَـزّق ٍ إنّ فِـي ذلِـكَ لآيَــاتٍ لِـكـُـلِّ صَـبّـار ٍ شـَـكـُـور ٍ * .... سـبـأ : 19 } .
هـذا قـولـهـم بَـطـَـرًا وطـغـيـانـا لـمّـا سـئـمـوا الـنـعـمـة والـعـافـيـة فـطـلـبـوا الـتـعـب والـكـد فـتـمـنـوا طـول الأسـفـار ، والـتـبـاعـد بـيـن الـديـار . مـثـل بـنـي اسـرائـيـل لـمّـا طـلـبـوا مِمّـا تـنـبـت الأرض بـدلا مـن الـمـنّ والـسـلـوى .
فـاسـتـجـاب الله لـطـلـبـهـم بـأن يـجـعـل بـيـنـهـم وبـيـن تـلـك الـقـرى الـمـتـواصـلـة الـكـثـيـرة الـمـاء والـشـجـر والأمـن ، الـمـفـاوز والـقـفـار والـبـراري الـمـتـبـاعـدة الأقـطـار .
قال الله تعالى
{ فَـأعـْـرَضـُوا فـَـأرسَـلـْـنـَـا عَـلـَـيْـهـِـمْ سَـيْـلَ الـْـعَـرم ِ وَبَـدّلـْـنـَـاهُـم بـِـجَـنـّـتـَـيْـهـِـمْ جَـنـّـتـَـيْـن ِ ذواتـَـيْ أكـُـل ٍ خـَـمْـطٍ وَأثـْـل ٍ وَشـَـيْءٍ مِّـن سِـدْر ٍ قـَـلِـيـل ٍ *.... سـبـأ : 16 } .
فـلـمّـا بـاعَــد الله بـيـنـهـم وبـيـن الـقـرى الأخـرى كـمـا طـلـبـوا ، لـم يـرجـعـوا إلـى رشـدهـم فـيـتـوبـوا ويـسـتـغـفـروا ربـهـم ، بـل ضـجـروا وتـذمـروا ، وشـكـُـوا وتـضـرروا ، فـأرسـل الله عـلـيـهـم سـيـل الـعـرم ، سـيـل شـديـد لا يُـطـاق ، فـنـسـف الـسّـدّ فـأغـرق الله بـه جـنـاتـهـم وخـرّب الله بـه أرضـهـم ، وأبـدلـهـم بـهـا جـنـات ثـمـارهـا الأراك والـطـرفـاء ( الأثـــل ) وشـيء قـلـيـل مـن شـجـر الـسّـدر .
ولأنـهـم كـفـروا بــنـعـم الله وظـلـمـوا أنـفـسـهـم جـعـلـهـم الله أحـاديـث وعـبـرة لـلـنـاس ، تـعـجـبـا واعـتـبـارًا بـحـالـهـم وعـاقـبـتـهـم . ومـزقـهـم الله وفـرّقـهـم فـي الـبـلاد ....
*************************************
فـكـانـت الـعـرب تـقـول فـي الأمـثـال : تـفـرّقـوا أيـْــدي ســبـأ .
قـــال الـشـعـبـي : لـحـقـت الأوس والـخـزرج بـيـثـرب ، وغـسـان بـالـشـام ، والأزد بـعـمـان ، وخـزاعـة بـتـهـامـة .
*************************************
لا زوال لـنـعـمـةٍ إذا شـُـكِــرَت
ولا دوام لـنـعـمـةٍ إذا كـُـفِــرَت
*************************************