سُئل فضيلة الشيخ عثمان بن عبد الله السالمي في أسئلة غرفة ميراث الأنبياء لشبكة الإمام الآجري في درس عصر 16 شوال 1432 هـ
يقول السائل من ليبيا : تعلمون حفظكم الله ما يجري عندنا في ليبيا من أحداث
وما وصلت إليه الأمور فهل يعتبر مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي
ولي أمر لليبيين علما بأن بعض المناطق لا تزال خارج سيطرته مثل ( سرت وسبها
و بني وليد ) وبما تنصحون إخوانكم وأبناءكم في ليبيا مأجورين ؟
من هنا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
التفريغ ..
هذا الرجل الظاهر قد صار الآن أميرا لليبيا وواليا عليها، لأن الأمر قد
استتب له وما بقي إلا القليل، فالواجب على القليل أن يدخلوا تحت الكثير.
الواجب على هؤلاء المتأخرين أن يستسلموا وأن يبتعدوا عن هذه الفتنة، والحمد
لله فيما يظهر أنَّ مصطفى هذا هو خير من القذافي بكثير ولا مقارنة.
فيما بلغنا عنه أنَّه رجلٌ يُصلي ويحِبُ الدِّين بالجملة، فنسأل الله أن
يُوَفقه، والطاعة هي بالمعروف أيضا كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم «
إِنَّمَا الطَاعَةُ فِي المَعْرُوف »[1]. والظاهر أيضا أنَّه يأتيهم
إنتخابات في المستقبل، لكن هذا الرجل قد اختاره أكثر الشعب الليبي الآن،
فهو الآن يُعتبر وليا لهم.
كما وجَّه الليبيين إليه من ترك السلاح وترك القتال وأيضا من تسليم بعض
الممتلكات للحكومة أن يُسلموها، وننصحهم أيضا بعدم الفتن بينهم " بين
الأحزاب"، فلا يختلفون على السلطة فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول «
لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتِلِ اِمْرِءٍ مُسْلِمٍ
»[2] والله تعالى يقول ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً
فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾[النساء : 93] .
فنقول لإخواننا الليبيين وفقهم الله للخير، تحمدون الله الَّذي أنجاكم من
هذه المحنة أولا! أو كادت أن تنتهي ننصحهم بالهدوء والسكينة والإخاء ، أن
يكونوا إخوة في الله وأن يتعاونوا على الكتاب والسُنَّة وأن يتعاونوا على
الخير وبناء بلدهم، ولا يكونوا ضحية للفتن والأحزاب فإنَّ بعضهم قد ينخرط
في حزب لا يُحب البلاد ولا يُحب الدِّين كالحزب الشيوعي والحزب البعثي
والحزب العلماني فاليحذروا من هذه الأحزاب فإنَّ أفكارهم مُدمرة، والحزب
الإشتراكي معروف بأنَّه جثم على ليبيا فترة من الزمن وكثيرهم القذافي ،
الَّذي قد أزاله الله عزوجل.
فننصحهم بأن لا يعودوا إليه مرة أُخرى، يتبعون كما يقول ذيل (...) مرة
ثانية، فننصحهم بأن يرجعوا إلى الله ويدعون الله أن يُوفقهم للخير ويُسدد
حكامهم وولاة أُمورهم.
وعلى أهل السنة أيضا أن يتعاونوا مع ولاة أمورهم بقدر المستطاع فيما يوافق
الكتاب والسُنة وأن يبتعدوا أيضا عن القتل والقتال ، لا يكونوا طرفا فإذا
كانت هناك فتنة بين الأحزاب أن يعتزلوها وأن يجتنبوا الفتنة ، لأنَّه كما
قلنا لكم قتل المسلم ليس بالأمر السهل وأيضا احراق الأموال ونهبها وسلبها
ليس بالأمر السهل فيه ذنوب عظيمة فاجنتبوها سلمكم الله..
وأقبلوا أنتم أيضا أيُّها الدعاة على العلم والتعليم والدعوة إلى الله ولا تفتتنوا أيضا بكثرة المناصب فإن هذا ضياع للعلم .
نسأل الله لكم التوفيق..
منتديات الإمام الآجري-
[quote name='مرعي بن رجب' timestamp='1316632834' post='607168']
تفريغ كلمة الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري –حفظه الله- حول الأوضاع في ليبيا
السائل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخ عبيد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله يا شيخ محمد، أهلاً وسهلاً.
السائل:
حياكم الله يا شيخنا.
الشيخ عبيد:
وحياك.
السائل:
ربنا يحفظكم ويبارك فيكم.
الشيخ عبيد:
نعم، تفضل.
السائل:
شيخنا؛ هنا مجموعة من طلبة العلم في ليبيا، يعني يستمعون من أجل النظر في
مصلحة الدعوة السلفيَّة في هذه البلاد، وأحببنا أن توجهونا بنصيحة –بارك
الله فيكم- والإخوان يستمعون إليكم –جزاكم الله خيرًا-.
الشيخ عُبيْد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آلـه وصحبه أجمعين. أما بعد:
فأولاً نحمد الله –سبحانه وتعالى- فرحين مسرورين أن أزاح الله الملعون،
ملعون ليبيا، وأذلَّه وأخزاه ونسأل الله أن يُتبِع خزيه خزيًا في الدنيـا
والآخرة.
وثانيًـا: اهل السُنَّة هم أسعد النَّـاس حظًـا برسول الله –صلى الله عليه
وسلم-، في الدنيا والآخرة، وذلكم لأنهم يجمعون في كل ما يعملونه من أعمال
بين أمرين وهما: تجريد الإخلاص لله وحده، وتجريد المتابعة لرسول الله –صلى
الله عليه وسلم-. فهم يقِفون حيثُ توقفهم النصوص ويمشون حيثُ تُمشِّيهم
النصوص. لا يحيدون عن ذلك يمنة ولا يسرة، لأن هذا هو حبل الله المتين، وهو
الصراط المستقيم، وهو سبيل الله القويم الذي قال فيه: ﴿وَأَنَّ هَـٰذَا
صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ... ﴾ [الأنعام: 153]. فإذا تقرَّر
هذا فإن أهل السُنـة ينظرون إلى ما ينزل بهم من نوازل بمنظار الكتاب
والسُنـة وعلى وفق فهم السلف الصالح، لأن سيرة السلف الصالح؛ وهم أصحابه،
الذين هم أسـاس السلف ثم من بعدهم من الأئِمة من أهل القرون المفضَّلة
الثلاثة التي شهد لها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بالخيْرية في غيرما
حديث، فهي القرون المفضلة. فإن سيرة السلف الصالح تطبيق عملي لفهم الكتاب
والسنة، ولهذا فإن أهل السنة حينما يحدث فيهم من نوازل لا ينساقون وراء
العواطف ولا الشعارات البراقة، ولا يدعون بالعبارات المزخرفة بل ينظرون إلى
ما جاء في السنة ومشى عليه سلفهم الصالح فيأخذون به. وبناءًا على هذا
فإنهم لا يخوضون في الفتنة التي تعصف بالأمَّـة، يُمسِكون عنها حتى تنكشِف،
فإذا انكشفت نظروا في المصلحة العامـة التي لا يستقيم حال البلاد والعباد
إلا بها. وقد أفتيتُ من سألني من أهالـي ليبيا –حفظها الله من كل سوء
ومكروه وجمع خواصها وعوامها على ما رضيه للبلاد والعباد من الإسلام
والسُنـة- فقلتُ لهم: اِعتزلوا هذه الفتنة حتى تنكشف، فإن كانت للرَّجل
سلِمتم من شرِّه، أقول: لأنه كافر لا يرقبُ في مؤمن إلاًّ ولا ذِمـة، وقد
عرفه من عرفه من أهل البلاد خلال اثنتين وأربعين سنة، ماذا عاث من الفساد.
وإذا انكشفت الفتنة. أقول –يعني أكرر-: فإن كانت للرَّجل سلِمتم من شرِّه،
وإن كانت للآخرين دخلتم فيما دخل فيه النَّاس –ولله الحمد-. هذه الفتوى
ليست من بنات فكري ولا من ثاقب نظري، بل هو ممَّـا ورثناه عن أئمتنا، أئمة
السلف الصالح الذين مشوْا على الكتاب والسنة، ولله الحمد اِنكشفت الفتنة
فيما يظهر، وغلب الثوَّار بقيادة الشيخ مصطفى بن عبد الجليل، وقد بلغنا عنه
أنه مُحِب للخير، وعليه تدين، وهو على تدين. فإذًا الكلمة لهم، والقول
قولهم، فالسَّمع والطاعة لهم فيما أحب المرء وكرِه، وفي المنشط وفي العُسر
واليُسر، ما لم يأمروا بمعصية الله. ولهذا أقول: إذا أذنوا بشيء سواء
إذنًـا صريحًـا أو إقرارًا ممَّـا فيه مصلحة؛ كإلقاء الدروس والمحاضرات
فيعمل أهل البلاد عليه، وضمنهم أهل السنة –السلفيون-، وإذا أمروا بأمر وجبت
طاعتهم وإذا نهوا عن شيء وجب الكفُّ عنه. ومن هنا هل يجوز إنشاء مراكز؟
أي: هل يُنشئ السلفيون أو غيرهم مراكز للدعوة والإرشاد؟ والجواب: أنه لا
يُنشئ شيءٌ من ذلك إلا بإذن منهم. أمَّـا أن يُنشِئ كل من أراد أن يُنشئ
شيئًـا دون إذن من الحاكم القائم الذي غلب على القطر ونفذت كلمته فيه فإن
ذلكم من الفوضى التي لا يرضاها الله –سبحانه وتعالى- ولا رسوله –صلى الله
عليه وسلم- وكذلك مقتها السلف الصالح من الصحابة وأئِمة التابعين. هذا ما
أحببت أن أوِّجه إليه من النصيحة كما طلبتم، ونسأل الله –سبحانه وتعالى- أن
يجمع خواص أهل البلد، هذا القطر؛ القطر الليبي وعوامه على ما رضيه من
الإسلام والسُنـة وأن يُجنِّب هذا القطر كل سوءِ ومكروه. نعم.
السائل:
جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم شيخنا الفاضل. خرجنا بنقاط بعد الاِجتماع
مع الإخوان حتى لا يحصل الخلاف فيما بيننا، وحتى ندحر الذين يسعون في شتات
كلمة أهل السُنة هنا في هذه البلاد، (...) أن أقرأ عليك هذه النقاط، فإن
كانت صوابًـا أقررتمونا على ذلك، وإن كانت تحتاج إلى تعديل عدَّلنا، وإلى
حذف حذفنا بعض الأشياء، منها -بارك الله فيكم-:
النقطة الأولى: دعوة الناس إلى الكتاب والسُنة ومنهج السلف.
ثانيًـا: الرُجوع للعُلمـاء واستشارتهم فيما ينزل بنـا.
ثالثًـا: الدعوة إلى الله بجدٍ من ناحية الخطابة وغير ذلك من أمور الدعوة.
رابعًـا: الدعوة إلى الألفة بين طلبة العلم المعروفين.
خامسًـا: الدعوة إلى إقامة الدروس في المساجد.
الشيخ عُبيْد:
لحظة، هذه التي نقفُ عندها. وقد أشرتُ إلى هذا ضمن حديثي العام آنفًـا.
يعني: إذا كان الحاكم يُقِر هذا ولا ينهى عنه من خلال ما عُرِف من تجربة
–أنتم أدرى ببلدكم- فلا بأس، وإن كان يمنع من هذا فيجب الاِمتناع، رغم
الدعوة عامـة، دعوة الخواص والعوام حسب الطرق الممكنة فلا بأس بذلك –إن شاء
الله-. فإن الدعوة إلى إقامـة الدروس والمحاضرات في المساجد، هذه الدعوة
إليها تحتاج إلى إذن من ولي الأمر. يعني: يجب الفرق بين إقامـة الدروس
والدعوة إلى إقامة الدروس. المقصود سواءٌ هذا أو هذا، لا بد من إذن ولي
الأمر أو الجهة النائِبة عنه. نعم. والأمر أظنه لا يزال فيه ما فيه وإن كان
اِستقر في الغالب، لكن حسب ما نسمع في الأخبار الأمر لا يزال فيه ما فيه.
السائل:
الآن شيخنا الفاضل بعض الجهات في شرق ليبيا أو في مصراتة، يعني حتى
المسئولين أذنوا لهم بإقامـة مراكز سلفية أو دروس عامة في المساجد، بل
بعضهم يُبدي رغبة أو اِستعداد في نُصرة منهج أهل السُنة.
الشيخ عُبيد:
يعني نسلك نفس المسار، فهل الوضع في طرابلس مثلاً مثل الوضع في مصراتة؟ هذا لا بد من النظر فيه، أنتم أدرى ببلدكم. نعم.
السائل:
هو مثله –إن شاء الله-، لكن للإخوان المسلمين يعني نوعًا ما شوكة يا شيخ.
الشيخ عُبيد:
هذا الذي نخشى منه. نعم. شوكة الإخوان المسلمين، إن كانت القوة قوتهم خاصة
بهم لا يستطيعون التسلط على أحد فما يضر، لا يهمنا أمرهم. لكن إذا كانت
شوكتهم شوكة غلبة وتسلط ونفوذ، هذا الذي نخشى منه ولا بد من المداراة، نعم،
والسير بتأنِّي. نعم.
السائل:
سادِسًـا: الدعوة إلى تكاثف جهود طلبة العلم حول قمع البِدع، سواء كانت شركية أو غير ذلك.
الشيخ عبيد:
هذه متفرِّعة عن كلِّ ما سبق، متفرِّعة عنها. اسعوا في الحصول على الإذن.
نعم. والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. (...) الآن مضى عليكم أربعة عقود
وكسر، نشأ خلالها أناسٌ لا يعرفون السنة، يعني الذي ولد مع حكم الرجل
الملعون –معمر- بعضهم جد إذا تزوج مبكر. بعضهم جد، يعني إذا تزوج على
ثمانية عشرة سنة أنجب على تسعة عشرة، والمدة أربعة عقود هو جد الآن، فنشأ
الأب والجد على غير السُنَّـة، فتحتاجون إلى داراة وإلى حكمة. نعم. وإلى
كذلك مناصرة، فعليكم بالحكمة. نعم. يعني أخشى أن بعض الناس –المنتسبين إلى
السنة- يقومون بأعمال فيها عجلة، وفيها شطط فيضر، نعم. لكن الجهود الفردية
خصوصًا في هذا الوقت أنا أرى أنها أنفع، شخص يقوم بالدعوة بالدروس حيث
يتمكن ولو في بيته، إن لم يتمكن منها في مسجد. نعم.
السائل:
طيِّب شيخنا في المنطقة الشرقية أخبرني أحد طلاب العلم بأنه أُذِن لـه بإقامـة مراكز علمية دعوية.
الشيخ عُبيد:
الذي أُذِن لـه فنقول على بركة الله لكن عليك بالحكمة، ولا تُشرك معك إلا
من هو عاقل يزن الأمور بالميزان الصحيح ولا يستعجل، فليتأنى، الحلم. نعم.
والذي لم يُأذن له، يعني لا يصلح أن تُتَّخذ قاعدة، يعني ولي الأمر ينظر.
نعم. ينظر ويسوس الناس حسب ما يبدو له من خلال نظره، أمنيًا وغيره. نعم.
السائل:
شيخنا في مدينة مصراتة أقام الإخوان مركزًا للدعوة منذ أربعة أشهر، وما
أدري هل أذنوا لكم أم لم يأذنوا –يكلم مجموعة من الإخوة- الدولة أذنت لكم؟
يا شيخ والآن في مصراتة أسَّس الإخوان هؤلاء مركز له أربعة أشهر، وطلبوا من
الإخوة السلفين أن يُقدِّموا الأوراق من أجل اِعتماد هذا المركز.
الشيخ عبيد:
يقدِّمونها لولي الأمر؟
السائل:
إيه نعم، والإخوة من إخواننا السلفيين رفضوا، فهل يسعوا في تقديم الأوراق من أجل إنشاء هذا المركز؟
الشيخ عُبيد:
يقدِّمونها لا بأس. هذا طيِّب، هذه حكمة كونهم يُقدِّمون الأوراق لمن يعنيه الأمر، الجهة النائبة عن ولي الأمر، هذا عمل حسن. نعم.
السائل:
جزاكم الله خيرًا. شيخنا الآن أحد إخواننا طلاب العلم يقول: الإخوان قد
تسلَّطوا على مسائل الأوقاف وهو إذا عرضوا على أحد إخواننا السلفيين
المشاركة معهم، سواء كان في تولية مناصب أو توليتهم خُطبـاء أو مدرِّسين،
فهل يستجيبوا للإخوان؟
الشيخ عُبيد:
نعم، نعم، تحت ظلِّ الدولـة.
السائل:
نعم تحت ظلِّ الدولـة، لكن الأوقاف يا شيخ هم من الإخوان المسلمين. يعني أنت تحت ملظة الإخوان المسلمين.
الشيخ عُبيد:
أقول: يوسف –صلى الله عليه وسلم- عمِل في مظلة عزيز مصر وعزيز مصر كافر،
فما كان يوسف –صلى الله عليه وسلم- يُقيم العدل كله ولكن يُقِيم ما
اِستطاع. أنا أنصح أبناءنا السلفيين في قطركم أن لا يتردَّدوا في قبول أي
عمل فيه مصلحة للعباد والبلاد، فكونكم تُشاركون يا معشر السلفيين مع هؤلاء
وتكون لكم كلمة فهذا خير –إن شاء الله تعالى-، خيرٌ من أن يستبد هؤلاء بتلك
المناصب، الأوقاف أو غيرها.
السائل:
طيِّب، كيف تكون المعاملة مع الإخوان المسلمين؟ لأن يُصبح إندماج بين السلفيين والإخوان.
الشيخ عُبيد:
لا لا في حدود العمل. في حدود العمل فقط. علاقة في خدود العمل، لا نزورهم،
لا نستزيرهم. نعم. وإذا كان هناك سُنة، صاحب سُنة أو أصحاب سُنة أو إخوان
الحياد يجب أن يكون لأصحاب السُنة، وهؤلاء نداريهم، والمداراة باب من أبواب
الدعوة العظيمة. فالنبِّي –صلى الله عليه وسلم- كان يُداري بن أُبَّي رأس
النفاق من أجل صالح القوم ومنهم اِبنه عبد الله بن عبد الله؛ عبد الله
الرجل الصالح بن عبد الله المنافق رأس النفاق، كان يُداري النبِّي –صلى
الله عليه وسلم-. نعم. المداراة لا بد منها وأنا قد أفتيتُ من سألني
بالمنع، لكن بَدَا لي لمـا نظرت –كما قلتُ لكم-، بَدَا لي أن الصواب الذي
قلتُه لكم الآن. فهذا رُجوع منِّي عن الفتوى الأولى، لا نندمج معهم اندماج
مُصاحبة ومُوادة ولكن العمل. نعم. وهذا –إن شاء الله- تُلمسُ آثاره فيما
بعد. نعم.
السائل:
بارك الله فيكم. طيِّب الإخوان يقولون هل يُحذِّرون منهم إذا سُئِلوا عنهم؟
الشيخ عُبيد:
يقول هذا إخواني فقط، فلان إخواني.
السائل:
هو هذا تحذير يا شيخنا في حد ذاته.
الشيخ عُبيد:
هذا هو؛ فلان إخواني، نقول فلان إخواني. لكن كلمة مبتدع، ضال، مُضِل، هذه
لا تجنَّبوها. حتى لا تُشوِّشوا على أنفسكم وعلى ولي الأمر. ما دمتم دُعيتم
إلى المشاركة من قبل ولي الأمر أو الجهة النائِبة عنه فاستعينوا بالله.
السائل:
جزاكم الله خيرًا وبار فيكم. التاريخ شيخنا حتى تُحفظ هذه.
الشيخ عُبيد:
بالنِّسبة للهجري: ليلة السبت التاسع عشر من شوال عام 1432. وبالنسبة للميلادي: ليلة السابع عشر من سبتمبر –أيلول- 2011.
السائل:
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.
الشيخ عُبيد:
حيَّاكم الله. سلموا لنا على من ورائكم، من إخوانكم، أهليكم، شيبانكم.
السائل:
جزاكم الله خيرًا.
الشيخ عُبيد:
اِستعينوا الله والزموا ما عرفتم من السُنة ودعوا عنكم ما يحدث من بُنـيَّات الطريق، والله –سبحانه وتعالى-.
السائل (مقاطعا):
شيخنا هنا بقي سؤال لأحد الإخوة. نعم شيخ، لو تفضلتم –جزاكم الله خيرًا-
الآن إذا دعى المجلس الاِنتقالي إلى مقاتلة بعض البقايـا من الفلول في بعض
المناطق، فهل هذا يعني يكون اِستنفار، ويُتابع ولي الأمر على هذا؟ بما أنهم
غلبوا واستتبَّ لهم الأمر، بقي بعض المناطق عندنا يعني فيها بعض الإشكالات
وبعض الأمر، يعني إذا دعى ولي الأمر إلى القتال هل يُقاتل تحت رايته؟
الشيخ عُبيد:
لا شك، مادام أنه يوجد من يُنازعه من فلول العهد الفاسد، والدعوة قد تكون
عامـة –يعني إلى الشعب-، وقد تكون لأشخاص معيَّنين. فإذا كانت الدعوة عامة،
فهذا الأمر فيه واسع لكن إذا وجهوا لفلان أو القبيلة الفلانية، نعم يجب
–بارك الله فيك- السمع والطاعة في هذا.
السائل:
هو (...) بارك الله فيكم بعض الفلول في بعض المناطق عندنا كسبهة وبني وليد
وسرت، يعني الآن المجلس قد يستنفر الكثير من المجاهدين والمقاتلين
لاستئصالهم.
الشيخ عبيد (مقاطعًا):
طبعًا هناك ليسوا مجاهدين، يعني أنا أدين الله أن هذا ليس جهاد لكن مادام غلب مُسلِم وأزاح الفتنة فنحن مع هذا المُسلِم. نعم.
السائل:
إذًا نُقاتل تحت رايته؟
الشيخ عُبيد:
مادام هؤلاء يرفعون الرَّايـة ويُعاندون يعني أنهم يُوالون ذلك الكافر.
السائل:
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
الشيخ عُبيد:
سمِعتُ صوتك قبل أيام، أظن في رمضان أو بعده.
السائل:
أنا أبو حُذيفة الحلبي شيخنا.
الشيخ عُبيد:
عرفتك، عرفتك. ما تخفى علينا إن شاء الله.
السائل:
حفظكم الله. الشيخ أبو الفضل معنا.
شيخنا الفاضل بقيت بعض الإخوان أخذوا بفتوى الشيخ صالح اللحيدان وخرجوا
فيما خرج فيه النَّاس من باب دفع الصائل وإخوة آخرين جلسوا في بيوتهم،
والآن الخلاف بين الإخوان هؤلاء، فهل يسوغ لهم الخلاف هذا وينعقد عليه ولاء
وبراء.
الشيخ عُبيد:
لا، يجب الآن –بارك الله فيك- الانضواء تحت الجماعة الغالبة، أنتم جماعة
واحدة فهؤلاء الذين خالفوا وخاضوا الآن هم إخوانكم وأنتم تعلمون فتوانا
كانت مفصَّلة والآن أجملتها. تذكر هذا؟
السائل:
هو يسأل الأخ: هل يُنكر عليهم الذين خرجوا بفتاوى بعض المشايخ؟
الشيخ عُبيد:
لا لا يُنكر عليهم، هم إخوانكم. أنتم الآن معهم لكن هم اِستعجلوا وأنتم تأنيتم حتى انكشفت.
السائل:
جزاكم الله خيرًا بارك فيكم وأحسن إليكم شيخنا الفاضل.
الشيخ عُبيد:
حيَّاكم الله، نستودعكم الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فرغت المادة : أم عبد الرحمن السلفيَّة –إن شاء الله-
ليلة الأربعاء: 23 شوال 1432 هـ