الحلقة الثانية
من المقال الموسوم بـ
" التحذير من امتهان آيات القرآن
التي في الصحف والمجلات بسائر أنواع الامتهان "
بعد هذه المقدمة؛ نستعرض بعض فتاوى العلماء في حكم الأكل والشرب على الجرائد وجعلها سفرة، والجلوس عليها والتي فيها شيء من ذكر الله تعالى واستعمالها في التنظيف ولف الحوايج وغيرها:
سؤال: هل يجوز استخدام الجرائد كسفرة للأكل عليها ؟ وإذا كان لا يجوز فما العمل فيها بعد قراءتها ؟
الجواب: الحمد لله. لا يجوز استعمال الجرائد سفرة للأكل عليها ، ولا جعلها ملفا للحوائج ، ولا امتهانها بسائر أنواع الامتهان إذا كان فيها شيء من الآيات القرآنية أو من ذكر الله عز وجل ، والواجب إذا كان الحال ما ذكرنا حفظها في محل مناسب أو إحراقها أو دفنها في أرض طيبة.
إجابة الشيخ عبد العزيز بن باز "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز" (6 / 347).
◊ ◊ ◊ ◊ ◊
سؤال: نحن نستعمل الجرائد والصحف والمجلات التي فيها اسم الله ثم نرميها في القمامة ؟
الجواب: لا يجوز إلقاء شيء فيه آيات الله أو أحاديث الرسول ، - صلى الله عليه وسلم - ، في مكان تمتهن فيه، كلام الله عظيم يجب احترامه.
إجابة الشيخ العثيمين من كتاب " "فتاوى اسلامية" (4/507) جمع محمد بن عبدالعزيز المسند.
◊ ◊ ◊ ◊ ◊
سؤال: ما حكم من يأكل على الصحف والجرائد ويجلس عليها؟
الجواب: لا يجوز الأكل والجلوس على الصحف والجرائد التي تشتمل على شيء من ذكر الله أو شيء من الآيات أو الأحاديث النبوية أو تتضمن شيئًا من الفتاوى والأحكام الشرعية؛ لأن هذا العمل يعتبر امتهانًا لذكر الله وآياته وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وللأحكام الشرعية.
إجابة الشخ الفوزان من كتابه "المنتقى" (سؤال: 524) (3/350).
◊ ◊ ◊ ◊ ◊
سؤال: ذكر السائل: أن بعض الجرائد يكتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم، وأنها ترمى بالشوارع، وبعض الناس يستعملها للتنظيف، فما حكم ذلك؟
الجواب: كتابة بسم الله الرحمن الرحيم مشروعة في أول كتب العلم والرسائل، فقد جرى على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكاتباته، واستمر على ذلك خلفاؤه وأصحابه من بعده، وسار عليه الناس إلى يومنا هذا، فتعظيمها وصيانتها واجبان، وإهانتها محرمة، والإثم على من يهينها؛ لأنها آية من كتاب الله جل وعلا وبعض آية من سورة النمل، ولا يجوز لأحد أن يستعملها في التنظيف أو اتخاذها
سفرة أو ملفا للحوائج، كما لا يجوز إلقاؤها بالزبالات والقمائم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
إجابة "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" فتوى رقم: (1283) "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/75).
عضو: عبد الله بن غديان. نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي. الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
◊ ◊ ◊ ◊ ◊
سؤال: لدي جرائد قديمة كثيرة مطروحة بعد القراءة، فهل يجوز إعطاء الجرائد للغسال وبياع العيش أو الخبز لاستعمالها في ذلك عند اللزوم؟
الجواب: لا يجوز إعطاء الجرائد للغسال ليلف فيها الملابس، ولا لبائع العيش أو الخبز ليستعملها لفافة للخبز أو العيش؛ لأن الغالب في الجرائد أن فيها مقالات إسلامية تشتمل على آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ويكتب فيها الكثير من أسماء الله تعالى، واستعمالها فيما ذكر امتهان لآيات القرآن والأحاديث النبوية وأسماء الله تعالى، فالواجب صيانتها، أو إحراقها، أو دفنها في مكان طاهر.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
إجابة " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" فتوى رقم: (3407) "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/77).
عضو/ عبد الله بن قعود. عبد الله بن غديان. نائب رئيس اللجنة/
عبد الرزاق عفيفي. الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
◊ ◊ ◊ ◊ ◊
سؤال: ما حكم من يضع متاعه أو حاجياته أو يلفها في كتب أو ورق يحتوي على سور وآيات من القرآن الكريم والسنة المطهرة، فأنكر عليه شخص بالقول، فرد عليه فقال -أي الذي يضع البضاعة-: لا بأس بهذا ولا ضرر في ذلك، واستمر في عمله هذا، وقال: لا أجد غير هذا الورق، مع العلم أنه يقرأ ويكتب وهذه ظاهرة شائعة عندنا، فما حكم الله في هذا العمل وهل أسير في الشارع راكعا لجمع تلك الآيات والسور التي كثر رميها على الأرض في حين أن الناس تسخر مني فماذا أفعل لإزالة هذا المنكر المنتشر؟
الجواب: أولا: لا يجوز أن يضع المسلم متاعه أو حاجته في أوراق كتب فيها سور وآيات من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية، ولا أن يلقي ما كتب فيه ذلك في الشوارع والحارات والأماكن القذرة؛ لما في ذلك من الامتهان وانتهاك حرمة القرآن والأحاديث النبوية وذكر الله، ودعوى أنه لا يجد غير هذا الورق دعوى يكذبها الواقع، فإن وسائل صيانة المتاع كثيرة، وفيها غنية عن استعمال ما كتب فيه القرآن والأحاديث النبوية أو ذكر الله، وإنما هو الكسل وضعف الدين.
ثانيا: يكفيك للخروج من الإثم والحرج أن تنصح الناس بعدم استعمال ما ذكر فيما فيه امتهان، وأن تحذرهم من إلقاء ذلك في سلات القمامة وفي الشوارع والحارات ونحوها، ولست مكلفا
بما فيه حرج عليك من جعل نفسك وقفا على جمع ما تناثر من ذلك في الشوارع ونحوها، وإنما ترفع من ذلك ما تيسر منه دون مشقة وحرج.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
إجابة "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" السؤال الأول من الفتوى رقم: (6901) "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/74ـ75).
عضو: عبد الله بن قعود. عبد الله بن غديان. نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي. الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
◊ ◊ ◊ ◊ ◊
سؤال: ما حكم استعمال ورق الجرائد في لف الأشياء أو فرشه على الأرض ثم إلقائه في القمامة، مع العلم أن بعض الصفحات تحتوي على آيات من كتاب الله الكريم، وكيف يمكن صيانة الآيات المطبوعة في الجرائد مع تداولها بين جميع الناس على اختلاف دياناتهم؟
الجواب: لا يجوز استعمالها فيما ذكر، ولا إلقاؤها في القمامة؛ لما في ذلك من امتهان ما فيها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأسماء الله تعالى، وطريق العمل فيها حفظ ما احتيج إليه منها، وإحراق ما لا يحتاج إليه، أو دفنه بعيدا عن الأقذار وممر الناس.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
إجابة "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" السؤال الثالث من الفتوى رقم: (9354) "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/77ـ78)..
عضو: عبد الله بن غديان. نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي. الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
◊ ◊ ◊ ◊ ◊
" في حديث عمرو بن حزم الذي كتبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أن لا يمس القرآن إلا طاهر » .
ويروى عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر » .
وروي عن سلمان رضي الله عنه أنه قال: ( لا يمسّ القرآن إلاَّ المطهّرون ). فقرأ القرآن ولم يمس المصحف حين لم يكن على وضوء.
وعن سعد: " أنه أمر ابنه بالوضوء لمس المصحف ".
فإذا كان هذا في مس القرآن العزيز فكيف بمن يضع الصحف التي تشتمل على آيات من القرآن سفرة لطعامه ثم يرمي بها في النفايات مع النجاسات والقاذورات لا شك أن هذا امتهان لكتاب الله العزيز وكلامه المبين.
فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على الصحف والكتب وغيرها مما فيه آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو كلام فيه ذكر الله أو بعض أسمائه سبحانه وتعالى فيحفظها في مكان طاهر".
"مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز" (2/134)، (24/151ـ152).
◊ ◊ ◊ ◊ ◊
فبعد أن عرضنا المسألة والظاهرة وأنكرناها، وعرفنا حُرمة استعمال وامتهان الأوراق التي فيها ذكر الله تعالى مطلقاً؛ نأتي على .....
كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الثلاثاء 25/1/1433هـ.
يتابع ......