إذا كان قد أغضبنا هجوم رجل ملحد في الدانمارك علي حبيبنا وقرة عيونا رسول الله محمد " صلي الله عليه وسلم ".. فماذا يكون حالنا عندما يسب الله تعالي علنا ً علي أرضنا ومن أبناء جلدتنا وتحت مسمي "حرية الفكر" التي روجوا للكفر كثيراً باسمها.. والتي اتخذت كثيراً ذريعة للكفر والزندقة وسب الإسلام في كل قيمة ومبادئه.
علي موقع اسمه (ايجبتي دوت كوم) قرأت خبراً نقله الموقع المذكور عن احدي الصحف المصرية يقول الخبر: أن د. نوال السعداوي والتي اعتاد الناس أن يسمعوا ويقرؤوا أخبار هجومها علي كل ما هو إسلامي أو يمت لشريعة الإسلام بصلة.. غاضبة جدا هذه الأيام لأن الناشر المصري (محمد مدبولي)الذي يتولي في العادة طباعة كتبها قد اعدم لها كتابين كانت تنتظر أن ينشرا لها في الوقت الحاضر كتابين:
الكتاب الأول اسمه "سقوط الإمام" والكتاب الثاني اسمه "الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة".. ومن الواضح من عناوين الكتابين.. والثاني علي وجه الخصوص.. أنهما يحملان تطاولاً علي الإسلام.. بل وعلي الذات الإلهية.
وأكد ذلك قول الناشر فيما نشره الموقع المذكور: أنه قد أعدم الكتابين خوفاً من الله تعالي.. رغم أن إعدام الكتابين قد تسبب له في خسارة مادية سبعين ألف جنيه.. فلما سألته نوال السعداوي عما فهمه من رواية "الإله يقدم استقالته".. قال: أن الله يستقيل.. فقالت: وفيها إية؟ فقال الرجل أن الله لا يستقيل أبداً.. ثم أردف قائلاً: كله إلا الله تعالي.. وللعلم محمد مدبولي رجل عامي وليس من كبار المفكرين أو المثقفين رغم أنه ناشر معروف.
العجيب أن نوال السعداوي تعيب على كبار المثقفين في مصر ورؤساء مجالس إدارة الصحف الكبرى والكتاب أنهم لم يقفوا إلى جانبها مدافعين عما أسمته بحرية الفكر في مواجهة الردة الثقافية والرجعية الدينية.. وكأنها تبكي حقاً سلب منها في سب الدين متى شاءت.. الاستهزاء بقيم الإسلام متى شاءت.. حتى وصل الأمر بها إلي العيب في الذات الإلهية.
إن البسطاء والعامة في مصر ومن لا يملكون أدنى حظ في علم الدين أو الدنيا قد تكثر معاصيهم وتتعدد أخطاؤهم.. إلا أنهم عند ذكر الله تعالي والرسول "صلي الله عليه وسلم" والدين الإسلامي تجد قلوباً وجلة وألسنة تثني على ربها وتكثر الصلاة علي النبي "صلي الله عليه وسلم".
فمن أين جاءت نوال السعدواي بهذا الفكر الهدام.. هل تراها وهي تزعم أنها مسلمة تؤمن أنها ستبعث بعد موتها ثم تقف مسئولة عن كل كلمة نطق بها لسانها أو جري بها قلمها؟.. أم أن نوال السعداوي وغيرها كثيرين مجرد أداة استخدمها أعداء الإسلام كيداً وطعناً في الإسلام وقيمة ومبادئه وشرائعه.. بحيث يكون بعيداً كل البعد عن سياسة حياة الناس في الدين والدنيا.
لم تكتف نوال السعداوي بما كتبته من قبل عن وجوب منع ختان الذكور.. ثم قرأنا لها أيضاً منذ سنوات مطالبتها بمنع حق الزوج في الزواج بأكثر من واحدة أو يسمح في مقابل تعدد الزوجات الرجل أن يكون هناك تعدد للأزواج للمرأة الواحدة.. وهي تحسب أنها بذلك تتدافع عما تدعي أنه حق للمرأة ولا تدري أنها توجه لبنات جنسها إهانة كبرى عندما تجعلها مشاعاً وموطئاً لشهوة أكثر من رجل.
ثم جاءت نوال السعداوي بعد ذلك تطالب بالمساواة بين الذكور والإناث في الميراث.. ورغم أن العديد من العلماء قد ردوا عليها موضحين علة كون ميراث الرجل ضعف ميراث المرأة بحسب دوره في تحمل نفقات الحياة إلا أن الرد لم يكن كافياً لي يومها.
كنت أرجو أن يسألها أحد العلماء.. هل هي تؤمن أن القرآن هو الكتاب المحفوظ من التحريف والتبديل.. فإن أقرت فهل تحسب أن الله تعالى قد أخطأ في جعل ميراث الرجل ضعف ميراث الأنثى تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً "كَبُرَتْكَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ".
ثم كانت الطامة عندما تحدثت منذ ما يقرب من أربع أو خمس سنوات في إحدى الصحف لتقول أن مناسك الحج ما هي إلا شعائر وثنية يأبى العقل السليم أن يعترف بها أو يقبل الإتيان بها.
ويومها سئل الشيخ نصر فريد واصل: رحمه الله.. وكان وقتها مفتي مصر علي صفحات الأهرام العربي عن حكم الشريعة في نوال السعداوي وما قالته؟.. وكان الشيخ الكريم رحمة الله عليه جريئاً في الحق كما عرفناه دائماً.. فقال: أن هذا ناتج عن انحراف في البيئة التي نشأت بها وتشوه في أسلوب التربية وأنها تكفر إن كانت قالت هذا الكلام بالفعل.
وبعدها رفع أحد المصريين قضية بالحكم بردتها فجاءت في المحكمة لتنطق بالشهادتين.. مما يعني أن المحكمة قد اقتنعت بأنها قد جاءت بما يوجب الحكم بكفرها.. فكان نطقها بالشهادتين دخول في الإسلام من جديد.
وكان العجيب كذلك في (مجلة الأهرام العربي) لما سألها محرر المجلة عما قاله د. نصر فريد واصل بشأنها.. فقالت: أنها تفهم في الإسلام أكثر مما يفهم الشيخ الشعرواي.. وأنها قرأت القرآن أكثر من 400 مرة.
لماذا لا تحاكم نوال السعداوي بتهمة ازدراء الأديان كما فعل مع غيرها.. وهم للأسف كثيرون؟
هل يخشي المسئولون أن يقال أنهم ضد حرية الفكر؟.. ألا توضع نوال السعداوي بما قالت وما تقول تحت قول الله تعالي "قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ.. ".
أين الذين يتصيدون الأخطاء لأبناء التيار الإسلامي؟ ولِمَ لم يقولوا أنها حرية للفكر؟.
ألا يفهم هؤلاء أن نوال السعداوي وأمثالها ليسوا معاول هدم في الدين.. فالدين أكبر من أن يهدمه أمثال هؤلاء الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
إنما هذه المرأة وأمثالها معاول هدم في استقرار الوطن وأمنه.
إن نوال السعداوي تعيش الآن في أسبانيا.. فهل تجرأ تحت مسمى حرية الفكر أن تنتقض الديانة النصرانية لأنها لا تبيح الطلاق؟!.
هل تجرؤ على انتقاد الأسبان بأنهم حولوا مساجد المسلمين إلى كنائس؟.
هل تجرؤ علي الحديث عن عيسى عليه السلام علي اعتباره إلهاً أو ابناً للإله؟.
إن أمثال نوال السعداوي ليسوا من أهل الفكر وإنما هم قوم باعوا أنفسهم لأعداء الإسلام فاستخدمهم في تحقيق أهدافه في محاولاته للنيل من الإسلام والمسلمين.
تحية من أعماق قلبي إلي الناشر محمد مدبولي لرفضه نشر أكاذيب وترهات و تفاهات نوال السعداوي رغم خسارته المادية.
ولك الله يا شباب مصر مما يراد بك ويحال ضدك من خفافيش الظلام.. ودعاة العودة إلي الردة والكفر البواح.
بقلم أبو محمد حسين الغريب