/////// بــِـدع ... أبـاطـيـل خـطـرة ( 3 ) ///////

بــِـدع ... أبـاطـيـل خـطـرة ( 3 )

--------------------------------------------------------------------------------img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



نِـعـْـمَـتُ الـبـدعـة هــذه



كـثـيـر مـن أهـل الـبـدع يـسـتـدل بـقـول عـمـر رضي الله عـنـه ... نـعـمـت الـبـدعـة هـذه ... عـنـدمـا أمـر الـنـاس بـصـلاة الـتـراويـح جـمـاعـة فـي الـمـسـجـد خـلـف أبـيّ بـن كـعـب .


يـسـتـدلـّون بـهـذه الـقـصـة تـوهّـمًـا أن مـا فـعـلـه عـمـر بـدعـه وهـذا لا شـك سـوء فـهـم لـمـعـنـى قـولـه رضي الله عـنـه مـقـولـتـه هـذه وهـذا بـاطـل مـن عِـدّة وجـوه :


أولا : أن عـمـر رضي الله عـنـه لـم يـفـعـل بـدعـة وإنـمـا فـعـل سُـنـّة نـبـويـّـة كـان الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم قـد فـعـلـهـا ثـم تـركـهـا خـشـيـة أن تـُـفـرض عـلـى أمّـتـه كـمـا بـيّـن صلى الله عـلـيـه وسـلـم ، ولـم يَــنـْـهّ الـنـاس عـن فـعـلـهـا ، مما يـؤكـد بـقـاءهـا سُـنـّـة .

عـن عـائـشـة رضي الله عـنـهـا أن رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم صـلـّى فـي الـمـسـجـد ذات لـيـلـة فـصـلـّى بـصـلاتـه الـنـاس ثـم صـلـّى الـقـابـلـة فـكـثـر الـنـاس ، ثـم اجـتـمـعـوا الـلـيـلـة الـثـالـثـة أو الـرابـعـة فـلـم يـخـرج إلـيـهـم رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم ، فـلـمـا أصـبـح قـال :


(( قـد رأيـت الـذي صـنـعـتـم فـلـم يـمـنـعـنـي مـن الـخـروج إلا أنـي خـشـيـت أن يُـفـرض عـلـيـكـم )) وذلـك فـي رمـضـان ....... صـحـيـح الـبـخـاري .


وروى الـبـخـاري فـي صـحـيـحـه ، مـن حـديـث عـروة بـن الـزبـيـر عـن عـبـدالـرحـمـن بـن عـبـد الـقـادري رضي الله عـنـهـمـا أنـه قــال :
خـرجـت مـع عـمـر بـن الـخـطـاب رضي الله عـنـه لـيـلـة فـي رمـضـان إلـى الـمـسـجـد ( مـسـجـد رسـول الله ) فـإذا الـنـاس يُـصَـلـّون أوزاع ( جـمـاعـات ) مـتـفـرقـون ، ويُـصَـلـي الـرجـل بـصـلاتـه الـرهـط .
فـقـال عـمـر : إنـي أرى لـو جـمـعـت هـؤلاء عـلـى قـارئ واحـد لـكـان ذلـك أمـثـل ، ثـم عَـزم فـجـمـعـهـم عـلـى أبـي بـن كـعـب ، ثـم خـرجـت مـعـه لـيـلـة أخـرى والـنـاس يُـصَـلـون بـصـلاة قـارئـهـم .
قـال عـمـر :
نـعـمـت الـبـدعـة هـذه والـتـي يـنـامـون عـنـهـا أفـضـل مـن الـتـي يـقـومـون . يـريـد آخـر الـلـيـل وكـان الـنـاس يـقـومـون أوّلـه .

الـحـديـثـان دلـيـل عـلـى إقـامـة صـلاة الـتـراويـح خـلـف إمـام واحـد سُـنـة . فـقـيـام رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم أولا دلـيـل عـلـى صـحـة الـقـيـام فـي الـمـسـاجـد جـمـاعـة فـي رمـضـان ، وامـتـنـاعـه بـعـد ذلـك مـن الـخـروج خـشـيـة الافـتـراض ، ولا يـدل عـلـى امـتـنـاعـه مـطـلـقـا لأن زمـانـه كـان زمـان وحْـي وتـشـريـع .


ثـانـيًـا : أن الـصـحـابـة ومـن جـاء بـعـدهـم مـن الـسـلـف الـصـالـح قـد اتـفـقـوا عـلـى ذلـك ولـم يُـنـقـل فـيـه أي خـلاف بـيـنـهـم فـهـو إجـمـاع ..... ومـعـلـوم أن الأمّـة لا تـجـتـمـع عـلـى بـدعـة أو ضـلالـة .


ثـالـثـا : أن عـمـر رضي الله عـنـه إنـمـا سَـمّـاهـا بـدعـة بـقـولـه نـعـمـت الـبـدعـة هـذه وهـو لـم يـبـتـدع شـيـئـا فـي الاسـلام ، إنـمـا يـقـصـد بـذلـك الـبـدعـة بـمـفـهـومـهـا الـلـغـوي بـاعـتـبـار ظـاهـر الـحـال مـن حـيـث أن رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم تـركـهـا بـعـد أن صـلاهـا خـشـيـة أن تـفـرض عـلـى الأمـة .


ومـعـلـوم أنـهـا لـم تـقـع فـي زمـن أبـي بـكـر رضي الله عـنـه ، لا لـكـونـهـا بـدعـة فـي الـحـقـيـقـة ، ومـن سـمـاهـا بـدعـة بـهـذا الاعـتـبـار الـلـغـوي فـلا مـشـكـلـة فـي الـتـسـمـيـة ، فـلا يـجـوز أن يُـسـتـدل بـهـا عـلـى جـواز الابـتـداع بـالـمـعـنـى الـمـتـكـلـم فـيـه لأنـه مـن تـحـريـف الـكـلـم عـن مـواضـعـه .


رابـعـا : أن عـمـر رضي الله عـنـه هـو أحـد الـخـلـفـاء الـراشـديـن الـذيـن أمـرنـا رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم أن نـقـتـدي بـهـم فـي قـولـه (( عـلـيـكـم بـسُـنـتـي وسُـنـة الـخـلـفـاء الـراشـديـن الـمـهـديـيـن مـن بـعـدي تـمـسـكـوا بـهـا وعُـضـوا عـلـيـهـا بـالـنـواجـذ وإيـاكـم ومُـحـدثـات الأمـور ))... سنن أبوداود والترمذي وابن ماجه وأحمد والحاكم وصححه الألباني .


هـذا الـحـديـث يُـفـيـد أن مـا سَـنـّه الـخـلـفـاء الـراشـدون لاحـق بـسُـنـة رسـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلـم ، لأن مـا سَـنـّوْه لا يـتـعـدّى أمـريـن :

= إمـا أن يـكـون الـعـمـل بـه مـقـصـودًا بـدلـيـل شـرعـي فـهـو سُـنـّـة لا بـدعـة .
= وإمـا بـغـيـر دلـيـل وحـاشـاهـم مـن ذلـك .


وهـذا الـحـديـث دلـيـل أيـضًـا عـلـى أنـه ثـابـت فـي الـشـرع ولـيـس بـبـدعـة .
وهـذا الـحـديـث أيـضـا نـهـى عـن الـبـدع بـإطـلاق ، ولـو كـان عـمـلـهـم ذلـك بـدعـة لـوقـع فـي الـحـديـث اخـتـلاف .


الـخـلاصـة :


إن اسـتـدلال أهـل الـبـدع والـضـلال بـقـول الـفـاروق رضي الله عـنـه (( نـعـمـت الـبـدعـة )) لا يـصـح مـن كـل الـوجـوه .... فماذا بـعـد الـحـق إلا الـضـلال .


*****************************
الـلـهـم
أرنـي طـريـق الـحـق حـقــًا وارزقـنـي اتـبـاعـه
وأرنـي طـريـق الـبـاطــل بـاطــلا وارزقـنـي اجـتـنـابـه
*****************************